إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة سرور وسعادة

اطلعت على صحيفة الرياض بتاريخ 11/02/1443هـ، 18 سبتمبر 2021م، تحت عنوان “المنتديات الأدبية، نشر الثقافة والمعرفة” إعداد الأخ حمود الضويحي، وعلى مقالات أخرى متعددة في صحف أخرى أيضاً، حول المكتبات الخاصة والعامة والأندية الأدبية والثقافية القديمة.

        أفلجت صدي كثيراً تلك المعلومات القيمة والموثقة بالصور القديمة عن دور المكتبات العامة والأندية الثقافية والأدبية التي كانت سائدة منذ القدم وخلال الحكم السعودي “المملكة العربية السعودية” وما قامت به تلك المكتبات والأندية من دور فاعل في التطور الفكري والمجتمعي والاجتماعي. أعجبت جداً بتدوين تلك المعلومات ونشرها لأمثالي، لنعرف ونتعلم ونستفيد، ونستطيع أن نواصل موروثنا العلمي والثقافي العتيق بكل فخر واعتزاز، رغم أنني لست بالكاتب البارع، ولا بالأديب المتخصص، ولا الفيلسوف الماهر، وإنما أنا مجرد قارئ عادي جداً وباحث في مجالات مختلفة بمنهجية وأفكار قد تكون خاصة، تميل للأسلوب العلمي الثقافي المخضرم والممزوج بالقليل من الأسلوب الأدبي والتصور المهني الهندسي.

        كذلك سررت جداً بما قرأته وأعرفه أيضاً عن وجود العديد من الإخوة الكرام في عدة مدن بالمملكة لا يزالوا يمتلكوا مكتبات قيمة المعنى، عظيمة المعلومات، واسعة العلم، متسعة المعرفة جاهزة للترحيب بطلاب العلم والباحثين، مجهزة بإمكانيات فردية متواضعة مشكورة ومحبذة، وأطمع أن تكون هناك وسيلة للتواصل المباشر معهم لمن يرغب.

        كل هؤلاء الأحبة، أناشدهم بأول أية نزلت في كتاب الله المبين “اقرأ باسم ربك الذي خلق” أن يحافظوا على هذه الثروة العلمية الثمينة، والتاريخ المجيد، وعدم التفريط بهما، وأن يضعوا لها قاعدة عامة للمحافظة عليها بعد عمر طويل وحياة ملئها السعادة والهناء في طاعة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، والتوصية مثلاً بوضعها في مجمع المكتبات العامة على ضوء ما أشرت إليه في مقالتي السابقة تحت عنوان “همسة طلب إنقاذ” في موقعي الإلكتروني الخاص[1] وما سبقها وما تلاها من مقالات في نفس المجال، واشير إليهم في أحد مجلدات مطبوعاتي من “مجموعة التراجم التحليلية التداخلية المشتركة[2]، والمشتملة على ترجمة عن بعضٍ من جوانب حياتي مصحوبة بالعديد من التراجم لبعض العلماء والفقهاء والشخصيات السابقة التي عاصرتها وتعلمت منها الكثير، لتكون لهم أجراً مستمراً وثواباً دائماً، وعلماً نافعا إلى يوم القيامة.

        معذرة أيها القارئ الكريم، فأنا لا اتقمص دور الموجه أو المرشد أو الحكيم في أي مجال ولا تخصص، فلكل إنسان ثقافته وميوله وعاداته وطباعه وصفاته وأسلوبه ومفهومة الخاص في الحياة، وفيما يتعلق بمكتبه ومكتبته الخاصة وتنظيمها والعمل على الاستفادة منها الاستفادة القصوى، حسب ظروفه وإمكانياته الخاصة، وما أعرضه أو أقدمه طي مقالاتي أو مداخلاتي على بعض المقالات أو الكتب، ليست سوى فكرة بدائية جالت خيالي، أو استنبطتها من واقع الحياة العملية، أو مقترح أولي قابل للبحث والتطوير ليساهم في تحقيق الأهداف المنشودة من تواجد هذه الثروات العظيمة والمعلومات القيمة المنسية أو المهملة أو المهدرة.              

        كم أتمنى أن يتحقق جمع هذه المكتبات العائلية بعد عمر طويل لأصحابها ووضع تنظيم خاص لها من قبل أصحابها أو ورثتها أو من يمثلهم بالتشاور مع أهل العلم والمعرفة بمثل هذه الأمور، تنظيم يختلف عن النظام الوقفي، وذلك بالتعاون المشترك والمحبة المتبادلة بين المعنيين والمهتمين والموفقين لفعل الخير والعطاء، يضمن حفظها والمحافظة على محتوياتها والاستفادة منها، على منوال ما سبق ذكره مثلاً، وإحياء الدور الفعي للمكتبات الورقية وخاصة القديمة منها، ولا مانع من نسخها إلكترونياً أيضا ليسهل الاستفادة منها على المستوى العالمي.                والله على ما نقول وكيل.

حررت في 04/07/1443هـ، 05،02/2022م.

ملحوظة: يمكن التعليق على المقالات والتجول في الموقع.


[1] www.ibrahimhj.com  يمكن إضافة تعليق وقراءة التعليقات على المقالات

[2] لا تزال تحت المراجعة قبل إذن الطباعة

همسة عن بعض الأنشطة

اطلعت على عدة مقالات في صحيفة الرياض عن موضوع “تفعيل دور المسرح المدرسي” منها مقاله للأستاذ ناصر بن محمد العمري، تحت عنوان “هندسة مستقبل الأجيال بالتربية المسرحية” بتاريخ 26 جمادي الثاني 1443هـ، 23 يناير 2022م.

للنشاط الثقافي المتنوع بشكل عام (الإذاعة المدرسية، والمسرح، والقراءة، وصحيفة الحائط، والكتابة، والتمثيل، والخطابة، وكتابة القصص القصيرة، والمساجلة الشعرية، وأنواع الرياضة، وغيرها) في المدارس في عصرنا القديم قبل أكثر من نصف قرن، دور كبير في تخريج العديد من متنوعي الثقافات والفكر ورجال الدولة والمال والاقتصاد، ولا تزال مؤلفات بعضهم مراجع تاريخية عظيمة. لم تكن تلك الأنشطة ضمن المناهج التعليمية، بل كانت في أوقات خارجة عن الحصص الدراسية بترغيب المدرسين وتشجيعهم المتواصل على حب التعلم واقتناء المعرفة، حتى يستطيع كل طالب اختيار المجال الذي يحبه من تلك الأنشطة وليس المفروض عليه، ويستطيع الاستفادة من أوقات فراغه في أشياء مفيدة بدلا من هدرها فيما لا فائدة منه.

ركزت غالبية المقالات التي اطلعت عليها على المسرح والموسيقى ونسيت بقية الأنشطة الأخرى المفيدة أيضاً والمهمة، وجعلتها دراسة إجبارية وحصص دراسية، وهذا يعني خفض عدد حصص المواد التعليمية، أو زيادة عدد الحصص اليومية الدراسية، وفرض الأمر الواقع، وعدم اتاحة الفرصة للراغبين في الإذاعة أو التمثيل أو الكتابة أو السباحة أو غيرها من الأنشطة الأخرى، فليس كل الطلاب من هواة المسرح أو الموسيقى، وهو شيء طبيعي.   

إعادة تفعيل تلك الأنشطة بكل أشكالها ومسمياتها وتطورات قواعدها وأساليبها أصبح شيء ضروري ومهم جداً في العصر الحاضر للذكور والإناث على اختلاف أعمارهم، يتنوع حتى يثمر لنا فئات فكرية وإبداعية متعددة وليست قاصرة على المسرح والموسيقى، بل يمكننا أن نساهم بفرق متعددة الأنشطة في المناسبات المحلية والدولية، ونشارك في البطولات العالمية، ونساهم في بناء مجتمع متكامل العناصر، متكاتف الأيدي، متحد القلوب، تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ونحقق الرؤيا 2030م، ونواكب مسيرة التنمية المستدامة.

أذكر أنني طرحت فكرة في مقال آخر تحت عنوان “همسة عن ثلاثية الشخصية” بموقعي بتاريخ 23/04/1443هـ، أتمنى أن تتظافر جهود الجهات ذات العلاقة وتسعى للدراسة الجدية للفكرتين والوصول لنتائج تحقق المصلحة العامة وتساهم في بناء مجتمع قوي العقيدة، قدوة صالحة، تُضرب به الامثال الحسنة، قائد في المسيرة، متميز في العمل، مبدع في الإنتاج. والله وَلِيُّ التوفيق.

حرر في 08/07/1443هـ، 09/02/2022م.


 [IJ1]