هذه دراسة تحليلية سريعة عن الطاقة الكهربائية على اختلاف أنواع وأقسام وخواص ومخاطر كل منها، مع بعض النتائج والتوصيات المستخلصة من خبرة علمية وعملية وتطبيقية تزيد عن نصف قرن.
الفئة المستهدفة لنشر وتعميم هذه المعلومات بينهم عن أنواع الطاقة الكهربائية وخواصها ومخاطرها، هي الفئة الغير متخصصة في مجال الطاقة لخطورتها على الأرواح والممتلكات عند التساهل في التعامل معها، لذلك لا نرغب في اشغالها بالتفاصيل والمصطلحات العلمية والفنية والمهنية.
أما الفئة المتخصصة فمن المؤكد أنها تعرف الكثير من الأنظمة والقوانين والمصطلحات الخاصة بالكهرباء وأنواعها وخواصها ومخاطرها وطرق الوقاية منها، وتدرك جيداً مدى خطورة التهاون في اتباع قوانين وقواعد التمديدات والتوصيل والاستخدام والتركيب والتشغيل والصيانة والأمن والأمان والسلامة.
تُبين المعلومات أنّ اكتشاف الكهرباء يعود للقرن السادس قبل الميلاد، وقد أصبحت العنصر الثالث للحياة المعاصرة بعد الهواء والماء، وهي ثلاثة أنواع رئيسية، الساكنة، والمستمرة، والمترددة أو المتذبذبة.
حديثنا في هذه الدراسة باختصار عن الكهرباء الساكنة. هي شيء محسوس وغير منظور، القليل منها غير ضار لحظياً ويتعذر تلافيه، لكنها أكثر خطورة وخاصة على الأطفال والإناث كلما زادت شدتها، أو كَثُرَ التعرض لها.
تنشأ من عدة عوامل، منها تراكم الشحنات الكهربائية على سطح مادة ما نتيجة فرك أو احتكاك أو تجانس بين مادتين مختلفتين غير قابلتان لتوصيل الكهرباء، وتتولد تلقائياً في جميع الأجهزة الكهربائية والإلكترونية طالما بها تيار كهربائي. تتواجد دون تدخل الإنسان في مواضع عديدة منها، جسم الإنسان، وصفحة ورق الكتابة مع الكيس البلاستيكي، والأكياس البلاستيكية وبعضها البعض، وفي المشط عند تمشيط الشعر، وعند لمس مقبض الباب، وفي ألعاب الأطفال التي تعمل بالبطاريات أو الشحن الكهربائي، وعند إغلاق أو فتح باب السيارة، وفي غيرها.
تستخدم في آلات الطباعة والنسخ بالليزر، وفي رشّ المحاصيل الزراعية بالمبيدات الحشرية، وفي طلاء السيارات، وفي تنقية الهواء وغيرها.
لها مخاطر كبيرة وعديدة مثل، نشوء شرارة من الكهرباء الساكنة في مواقع خطيرة قد يُسبّب إشعال حريق أو وقوع انفجارات، وقد يؤدّي إلى حروق جسيمة أو الوفاة عند تلقّي صدمة كهربائية كبيرة منها، ولها دور فاعل في العديد من الظواهر الطبيعية في حياتنا كالبرق والصواعق وغيرها، ويتعذر على الإنسان تلافيها أو عدم تواجدها دون استخدام قطب التفريغ[2.
لذلك لابد من التعامل معها بحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة لتلافي تلك الصدمات أياً كانت قوتها، وأبسط طريقة لتلافيها من الأجهزة الكهربائية والإلكترونية هي فصل مصدر التيار الكهربائي عنها لبضع دقائق على فترات متقطعة من استخدامها.
أما بالنسبة للكهرباء الساكنة العالية فلابد من استخدام قطب نظام التفريغ للشحنات الكهربائية وطرق ضمان سلامة تطبيقه وحسن الاستفادة منه، بحسب نوعيتها ومستوى قوتها، وظروف تواجدها البيئي والزماني والمكاني، والمحافظة على مواصلة تطبيق الطرق الفنية المستخدمة للفحص وللتفريغ بما يحقق مبدأ نظامها، وليس نص أو مبادئ نظامها، لاختلاف المفهوم بينهما، وتغيره تبعاً للظروف الزمانية والمكانية والبيئية، وذلك بواسطة جهة وأجهزة مخصصة، وشخص متخصص ولدية الخبرة التطبيقية الكافية لتحقيق ذلك، حتى لا تُهدر الأموال دون فائدة، وتُفْقد الأرواح نتيجة الجهل أو الاستهتار، أو البخل، أو التقاعس.
من المؤسف جداً، أنه خلال مسيرة عملي المهني والهندسي، وفي المجال الاقتصادي المتنوع، قلما وجدت من يلتزم بمراعاة الأنظمة والقواعد الخاصة بالأمن والسلامة من مخاطر الطاقة الكهربائية، بل وجدت الكثير من الاستهتار بها وبمخاطرها، وهذا ما دفعني لمحاولة تقديم بعض الأفكار والدراسات التحليلية الموثقة، لكنها لم تجد بعد آذاناً صاغية، ولا صدً يُدّوي في القلوب لإنقاذ الأرواح والممتلكات من مخاطرها.
الدراسة القادمة -بمشيئة الله- عن الكهرباء المستمرة وقطبيها الرئيسيين، وتليها المتذبذبة وأقطابها بأنواعها.
حرر في 17/08/1443هـ، 20/03/2022م.
[1] سيتم الشرح عنه في دراسة الكهرباء المتذبذبة، للمعلومية، لكنه لن يفيد القارئ العادي ما لم يكن من المتعددي الاهتمامات.
[2] كانت هذه المعلومات في مناهجنا التعليمية في الابتدائية. ستكون المقالة مختصرة وعامة تمهيداً للمقالات التالية عن أنواع الكهرباء الأخرى، ومعرفة الأهداف من هذه المقالات. أما من أراد التفاصيل في شيء معين فبإمكانه مراجعة الكتب أو المختصين أو البحث في الإنترنت