حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، يشهد له رب العالمين في قوله تعالى {وإنك لعلا خلق عظيم} الآية (4) القلم.
علم أسلافنا أشياء لا حصر لها، توارثوها أجيالاً متتالية يعلمونها لأبنائهم منذ الطفولة حتى ينشؤوا على المبادئ القيمة والقيم الحميدة والأخلاق الفاضلة، ولا يزال الكثير منا يطبقها عن حب وقناعة، منها حسن الخلق، وحُلْوَ التعبير، وبشاشة الوجه، وابتسامة القلب، ونشر السلام في كل مكان، والتسامح وتبادل المحبة، والمشاركة الوجدانية في السراء والضراء، والتأدب في الكلام، وتقدير الكبير واحترام القرين، والعطف على الصغير واحترام الرأي الآخر، وغيرها.
توارثناها أجيالاً متتالية أبناءً وأحفادا، فأصبحت لنا سمة جميلة ومبادئ قيمة، وقيم عظيمة، ولا تخلو أي قاعدة من الشواذ.
تعلمنا بالمحبة والحنان، بالأدب والاحترام، بالتآخي والتعاون المنتشر في غالبية المجتمع الحجازي القديم في ذلك الزمان.
لم يكن العقاب للانتقام، بل كان نوعاً من البيان، والحرص على معرفة الصواب وعدم تكرار الأخطاء، ولا أخاله إلا كذلك لمعظم السكان رغم مرور الأيام، واختلاف الأجيال والزمان، ولا يخلو من الشواذ.
هذا المجتمع الذي كنت أعيش فيه، وهذه البيئة التي نشأنا فيها، وهذه بعض من التقاليد الحسنة، والعادات المستحسنة، والمفاهيم الجميلة التي كانت ديدن الغالبية من طبقات أفراد ذلك المجمع الحجازي القديم على اختلاف جنسياته ولغاته وعاداته وتقاليده التي انصهرت في بوتقة واحدة، وأبرزت حياة المحبة المشتركة.
نشأت خلال تلك الأيام الخوالي بكل ما كان فيها من ذكريات جميلة، ومجتمع متكاتف، وحياة طبيعية. تعلمت الكثير من أجدادي ووالديَّ وأحبابهم وجيرانهم وأساتذتي وغيرهم، ولا أزال أحب أن أتعلم المزيد بنفس راضية وقناعة تامة.
الحمد لله- أحرص على تعليم تلك المبادئ والقيم لأبنائي ونقلها لأحفادي، وأتمنى أن نظل نحافظ على هذا الإرث الطاهر مهما واجهتنا الصعاب، أو قاومتنا وسائل التحضر الزائفة، أو عارضنا أعوانها، وأن يعود المبتعدون عنها إليها ليستطعموا لذة الحياة الحقيقية، ويحافظوا على متعة الآخرة، فزيف الحياة زائل مهما أحيط به من أنواع الزهور، أو فُرِشت أرضه بالورود.
ما أكتبه عن ذلك المجتمع الذي عشت في جزء منه، وتعايشت مع القليل منه بقدر ما تسمح بتدوينه الظروف، أُوثِقَه بصدق وأمانة -وأجزم بأن هناك الكثير مما نسيته، أو يعرفه غيري ولم يُدَوَّنْ- ما هو إلا جزء ضئيل من حقوقهم علينا، وقليل من ما يستحقونه من شكرنا لهم على ما بذلوه لنا وما ضحوا به من أجلنا.
أما ما يمكن توثيقه ولم يوثق، فأعتبره قصور منا وتقصير من بعضنا في حق أسلافنا والتاريخ القديم، والأجيال القادمة.
حبذا لو نستدرك ما فاتنا، ونصحح أخطاءنا، ونعود لوعينا، ونكف عن النواح، نفكر بعقولنا، ونُحلل بمنهجية شريعتنا، ونجمع بين العقل والمنطق والقلب قبل إصدار أحكامنا، ونتجاهل كل الدعايات الواهية، والأكاذيب المضللة، ونقيم كل المستجدات قبل أن نكون جزءً منها.
ليس هذا التدوين بهدف الذم أو النقمة على عصر التكنولوجيا وأجياله، رغم كثرة سلبياته، وقلة الحيلة أمام تنوع مغرياته، وصعوبة التغلب على الكثير من عقباته، وإنما هو تذكيرٌ لبعضٍ من القيم والمبادئ العامة التي نتعلمها من أسلافنا، وننشأ عليها منذ الطفولة، نمارسها في حياتنا العامة والخاصة، نتوارثها أجيالاً متتالية، ونبذل قصارى جهدنا لتستمر، ولا يمنع ذلك من إضافة كل جديد حسن ومفيد لا يخل بأي حال من بنود المنهج الشرعي العام ليواكب الزمان والمكان، ويحق الأهداف المنشودة بصدق وأمان.
كم أتمنى أن نزداد ترابطاً وتطوراً لنواكب التطورات الزمانية والمكانية بما لا يُخِلُّ بالقواعد الرئيسية.
قد يذكرنا هذا التدوين أيضاً بالدعاء لأسلافنا على ما بذلوه من جهود مضنية، وحياة صعبة عاشوها لنتنعم بما نحن فيه في هذا العصر العجيب في كل شيء.
فشاركوني الدعاء لهم حتى نكسب الأجر معاً، ونحظى بالرضا من رب العالمين.
اللهم ارحمهم أجمعين، وارحمنا أحياً وأمواتا، وارزقنا الذرية الصالحة إلى يوم القيامة، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين والآل والصحب أجمعين. اللهم آمين.
ماشاءالله تبارك الله
سلمت اناملك وبارك الله فيك وجعل ما خطه قلمك شاهداً لك تلقى جزاءه عند الله
استمر واستمر واستمر واتحفنا باسلوبك الرائع الجميل
ماشاء الله تبارك الله اسلوب راقي ورائع في سرد الاحداث وربطها بالموضوع في ابسط صورة سلمت يداك يالغالي باشمهندس ابراهيم جستنيه و اللهم ارحم واغفر لموتانا وآنس وحشتهم ووسع قبرهم اللهم اجعلهم من اهل الجنة ، اللهمّ اجعل قبرهم روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهم ارحمهم رحمةً تسع السماوات والارض اللهم اجعل قبرهم في نور دائم لا ينقطع واجعلهم في جنتك آمنين مطمئنين ياااااارب العالمين.
اللهم صل على الحبيب قدوتنا في كل وقت وحين وعلى آله وصحبه ومن والاه الى يوم الدين..
سلمت يمينكم وحفظكم الله .. مقال هادف كم نحتاج إلى ترميم الشق الذي تصدع داخل مجتمعنا وأدى إلى فجوة كبيرة بين الكبار والشباب من الجيل الصاعد وبراعم المستقبل …
فكم يحتاجون الى القدوة الصالحة في زمننا المعاصر في خضم زمن التكنولوجيا والغربة النفسية والفكرية التي نعيشها،
اعانهم الله وأعاننا على هذا الزمان.
نسأل الله اللطف والسلامة لاجيالنا القادمة من سيل التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي فكم نحن بحاجة الى موجهين اجتماعيين للتركيز على فضائل ومساوئ هذا السيل العرم ولربط حضارتنا الاسلامية وعاداتنا وتقاليدنا بما يردنا منها
لقد طرقت الباب لجيلنا للانتباه لما يشيطن له اعداء امتنا من دون ان ندري لتغيير عقائدنا وتربيتنا الاسلامية وان نكون القدوة الصالحة لتربية الجيل الصاعد فسلم يراعك
ذكرت فى همساتك ايام الطيبين وندعو الله للأجيال التوفيق فى حياتهم والتمسك بعاتدتنا الاسلامية والعقائد الدينية والاجتماعية
اصبت عم إبراهيم وسلمت يمناك
وخلاصة قولك تكمن في جملة(وأن يعود المبتعدون عنها إليها ليستطعموا لذة الحياة الحقيقية، ويحافظوا على متعة الآخرة، فزيف الحياة زائل مهما أحيط به من أنواع الزهور، أو فُرِشت أرضه بالورود.)
بارك الله فيك وفي قلمك الحُر.
دمتم بوّد.