كل شخص يعبر عن مشاعره، أو يدون أحداثها بطريقة مختلفة عن الآخر، وأسلوب مختلف، قد يتوافق مع البعض، وقد يختلف مع البعض الآخر في وجهات النظر، وهذا شيء طبيعي في الحياة البشرية، ومن المفترض أنها لا تؤدي للخصام أو سوء التفاهم.
ما أدونه بين طياته، ما هو إلا نمط من ذلك، وجهة نظر، أو معلومات موثقة، أو تجارب علمية وخبرة عملية وتطبيقية، أو علم مَنَ -الله سبحانه وتعالى- به علي، وهي عذري من القارئ الذي قد يخالفني فيها، أو في بعضٍ مما يقرأه في مقالاتي، أو مطبوعاتي على اختلاف تخصصاتها، وتنوع مجالاتها.
المذكرات: هي الصفحات أو السجل الأبيض الذي تُدَون فيه الأحداث اليومية والمعلومات العامة بلغة عامية وكلمات عادية، أو بلغة فصحى وعبارات متقنة الاختيار بحسب قدرة المُدَون اللغوية والحسية، ومدى تفاعله الحسي فيما يدونه، والإحساسي بالأحداث والمواقف، لتساهم في راحة الأعصاب، وتهْدِئة النفس، وتحفظ المعلومات، فلا تضيع الوقت دون أن تدون ولو شيئاً في تلك المذكرات، بأي أسلوب أو طريقة، فقد تحتاجها يوماً ما ولا تجدها، وقد يحتاجها أو شيئاً منها أبنائك أو أحفادك من الأجيال القادمة، وعندها تكون الندامة.
الذكريات: هي المعلومات والأحداث الواقعية الي مرت بأحدنا في ماضيه، المختلف عن حاضره، المجهول مستقبله، أو تجري في حاضره المتقلب مع ظروف الحياة وتطورات العصر، مختبئة في الأعماق، أو محفورة في ثنايا الذاكرة، أو مسجلة في الدماغ بحساسية ربانية عالية، ومعالجة إلهية لتقاوم عوامل الزمن.
وقد تكون مدونة في صفحات أضحت عتيقة، اهترى شيء منها، واصفر جانب آخر فيها، وانطوى أو تكسر بعضٌ من أطرافها، بعد أن هجرها الزمان. تبقى هذه الذكريات في أعماقنا بكل ما تحمله من آلام ومآسي، وسعادة وحنين وشوق، وطموحات ورؤى واسعة لحياة هانئة، في انتظار سحابة ماطرة، أو نسمة عليلة لتظهر مرة اخرى لحيز الوجود، أو تبقى مختبئة إلى أن نرحل.
هي من خبايا القلب المرهف بالإحساس، المساير لركب الزمان، وهي شيء من الوفاء اللا شعوري لمن نحبهم، إنساناً كان، أم زماناً، أم مكان، وقد يجتمعوا، لكن الذي يَذْكُر أو يتذكر دوماً هو الإنسان بأحاسيسه الجياشة، وعواطفه الدفينة، وقلبه الملهوف، الولهان بذاكرته وذكرياته بما تحمله بداخلها.
حررت في 01/12/1443هـ، 30/06/2022م،
موضوع يلمس أهمية الكتابة في كل يوم وكل لحظة من حياتنا .. لان الايام قد تمحي بعض الذكريات لكن سطور الأوراق تحتفظ بما يخط عليها وحبر الأقلام لا يجف وان تقادم عهده..
سلمت يمينكم
مقال رائع .. ونجد هذا في الاجيال السابقة بشكل كبير . .. ونلاحظ في بعض هذا الجيل قد بدا في كتابة مذكراته اليومية . . ونرجو ان يكونوا كالسابقين في الاستفادة من تلك الكتابات في تحسين مجرى حياتهم وتعاملاتهم. وفقك الله بشمهندس.
ماشاءالله تبارك الله سلمت اناملك وبارك الله في علمك ونفع به
اسلوب رائع وبديع
ممتاز جدا سكب جميل من شخصية أجمل بالتوفيق دوما ابا يوسف ..