إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة “النسب”

تطورت مسيرة الحياة، واختلط الحابل بالنابل، واتسعت وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً، وشارك فيها العديد من الجنسين على اختلاف معلوماتهم وثقافاتهم ومفاهيمهم. أضاع البعض منهم اللغة العربية، وحَرَف الكلمات بعض آخر، أو كتب بأسلوب غير لائقٍ، وآخرون منهم انطلقوا دون ضوابط.

أناس حرفوا أسمائهم، أو استعاروا أسماء أو كنية لهم، وأناس استخدموا علامات أو حركات معينة من الحركات المنتشرة على مواقع التواصل، أو الاكتفاء برقم هاتفه واختباءه خلفه.

فهل يا ترى! هناك من أسباب أو مبررات منطقية لهذا التخفي! أو الاختباء خلف شعار! أو شكل! أو رمز!! يمكن الاستفادة منها!! أم أنه مجرد تقليد شكلي للمستورد!!  

نعرف نسل النبي صلى الله عليه وسلم، ونتشرف به، ونعرف أسماء زوجاته وبناته وأبناءه رضي الله عنهم أجمعين، ونعرف أسماء المهاجرين والمهاجرات والشهداء والشهيدات وبعضٍ من الأنصار، والعديد من الصحابة ذكوراً وإناثا، ونعرف أسماء الكثير من الرجال الأفاضل والسيدات الجليلات على مر التاريخ، كلها مدونة ومتداولة دون أن يُنْقِصَ أو يمس ذلك من أيٍ منهم شيء سيئ.

يقول الله تعالى {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} الآية (5) الأحزاب، وقال سبحانه وتعالى في آية التحريم (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) الآية (23) سورة النساء.

هذه بعض الأدلة الشرعية والأمثلة على ضرورة الانتساب وعدم الغموض.  

إذن، إخفاء الاسم أو النسب شيء منبوذ لا يتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية ولا السنة النبوية. فالمرؤ إما أن ينتسب وفقاً للمبادئ الشرعية، وإما أن يحجب نفسه إذا كان ذلك الأنسب له، خيراً له من أن يخالف المبادئ الشرعية والسنة النبوية، ويسلك طرق غير صحيحة خلف التطورات المزعومة والمعلومات الغثة والثقافة السطحية أو الهشة. 

       أتمنى أن نراجع أنفسنا، ونصحح أحوالنا ونعود للصواب قبل فوات الأوان.

       نسأل الله الهداية والرشد، والتمسك بالمبادئ الشرعية والسنة النبوية، والبعد عن كل ما يخالفهما، أو يخرج عنهما، فهو ولينا ونعم الوكيل.

ردّين على “همسة “النسب””

  1. رميتم فأصبتم.. وأصبتم فأوجعتم..
    منذ بداية عصر السوشيال ميديا وهذه الظاهرة في الانتشار ولا نرى لها حدا حتى الان…
    سعادة المستشار فعلا اختلط الحابل بالنابل وماهذه الأسماء الا ستارا ربما يصعب علينا معرفة وتكهن أسباب تواجدها الحقيقي، رغم انه منطقيا يبدو أن لا سبب خلفها سوى التواجد التافه والسطحي والسير وراء جحر الضب
    دمتم بود ودام قلمكم بخير.

  2. بوركت وصح لسانك ودامت سعادة المستشار وكلامك وحديثك كله حقائق وابدعت وهناك بعض الادلة الشرعية علي ضرورة الانتساب وابارك لشخصك الغالي بدوام التوفيق والنجاح والابداع وسددعلي طريق الخير خطاك ومحتاج هذا الموضوع المناقشة ووجود بعض الحلول وايضا التوعية واحسنت سعادة المستشار باشمهندس ابراهيم

التعليقات مغلقة.