اطلعت على مقالة للأخ ياسر عمر سندي تحت عنوان “متلازمة الزمن الجميل وجيل الطيبين” بصحيفة مكة ليوم الأربعاء الأول من مايو 2022م، والتي بين فيها عدم رضاه على نعت زمن الآباء والأجداد بالجميل، وجيلهم بالطيبين، واستكثر عليهم ذلك، وطلبه بوسمهم ب [زمن البسيطين وجيل البسيطين].
يبدوا أن أخي ياسر لم يعاصر أحداً من طبقة ذلك الجيل، ولم يقرأ لأحد ممن كَتَبَ منهم أو كُتِب عنهم.
ربما شاهدت أو سمعت عن الكثير من المعلومات التاريخية القديمة والأجيال التي عاصرتها بِمُرٍها وحُلْوِها، مثل جدة التاريخية وغيرها، وعقال الأحياء والحواري القديمة ورجالها في مكة المكرمة وما بقي منها حول أو قريبة من المسجد الحرام.
ربما نسيتها أو تناسيتها، لكنها واقع تاريخي عريق لأمجاد أسلافنا الذين يستكثر عليهم البعض كلمة وفاء، أو دعوة خالصة من القلب، بل وربما يحاول البعض تجاهلهم أو نسيانهم.
قد يكون مناسباً لفهم كثير من الأمور التي تختلط علينا، محاولة تكرار البحث والسؤال والقراءة وإجادة الفهم لنزداد علماً ومعرفة وتكون وجهة نظرنا أكثر وضوحاً وأقرب للصواب.
يا أخي الكريم، كل شيء في هذه الحياة له معايير أو مقاييس ثابته وأخرى متغيرة، ومفهوم معنى الحياة بكل عناصرها، له ثوابت ومتغيرات مختلفة من شخص لأخر، ومن مجتمع لآخر، على مر الأيام والعصور.
كذلك حال الجمال والقبح، والسعادة والشقاء، والسقم والعافية وغيرها من المتناقضات الأخرى، وهي حكمة إلهية أوجدت التجانس أو التعايش في الحياة بين الأفراد والشعوب والقبائل، ولولا ذلك لتساوت وجهات النظر عند الناس في كل شيء، ولم تعد هناك حاجة للتغيرات ولا للمتغيرات.
لو حاولت تعمل مقارنة بسيطة بين مفهوم معنى الحياة في جيلك والجيل الذي يليك أو الجيل الحالي، ولا أعتقد أنه صعب، لأمكنك معرفة الفوارق العديدة للمفهوم المعنوي لتغيرات ومتغيرات الحياة ومعاصريها، والتي من المؤكد أنها ستجعلك تعيد النظر فيما كتبه عن ذلك الزمان وجيله، في مقالك المشار إليه، وربما يذكرك بأن من استكثرت عليهم (نعت جميل وطيبين) هم الأجداد والآباء الذين بذلوا كل ما يملكون في زمانهم الجميل -نسبة لحياتهم ومجتمعهم- لنتمتع نحن ومن يلينا من أجيالهم بما نحن فيه في هذا العصر الذي يتنكر فيه البعض لهم ويستنكر جميلهم، بدلا من أن يقدم لهم جزيل الشكر والدعاء لهم على ما قدموه.
وقد يذكرك أيضاً، بأن ما يبنيه الجيل المعاصر سيكون قاعدة يتمتع بها الجيل القادم ويبني عليها صروحاً من العلم والمعرفة والسعادة والطموحات البناءة بالنسبة لهم، وهكذا دواليك، تدور عجلة الحياة، كل جيل يبني للجيل الذي يليه.
أخيرا: (من لا يشكر الناس، لا يشكر الله) حديث صحيح [من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه].
حرر في 05/11/1443هـ، 04/06/2022م.
نعم اوافقك الراي تماما .سعادة البروف. د .حسين جستنيه .
فهم .القدوه الحسنه الصالحه والنبع الذي نهلنا منهم القيم والمعاني الساميه والمواقف المشرفه اللتي تسجل بماء الذهب .
بارك الله تعالى فيكم.
سلمت يمينك مهندس ابراهيم مقال رائع في محله ووقته قال: رسول الله صل الله عليه وسلم ( ليس منا من لا يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا) ظاهرة عجيبة الان في الاستخفاف بجهود الاباء والأمهات…ياليت قومي يعلمون
جميل المقال حفظك الله د. ابراهيم واعتقد إن عبارة (جيل الطيبين) والتي لم يدرك الكاتب ياسر معناها الحقيقي تعني القناعة والبساطة التي كان يعيشها الناس بالرغم من الطفرة الاقتصادية العالية ، والرضا والقبول بما اعطانا الله اياه ، وليس العجرفة التي يمتاز بها جيل اليوم والتنمر ضد كل شيء والرغبات التي لا تنتهي .. ورضا الزوجة بما قسمه الله لها من زوج وليس التنكر له وربما التخلي عنه من اجل آخر صادقته في العمل .. كثير هي المفارقات التي تدعو ان جيل السبعينات والثمانيات هو فعلاً جيل الطيبين .. حفظنا الله وابناءنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ..تحياتي
سيدي ابراهيم لقد ابدعت في ذكر سيرة الطيبين سيدي وسيدك وستى واستيتة هذا جيل لايتكرر
حبذا لو اعطيتنا امثلة للطيبين
اد فوزي ساعاتى
الشخصيات المذكورة في كتاب رجل المهمات الصعبة، مثل يحتذى به