يتجاهل البعض، ويتشاغل آخرون، وينشغل قليل من أفراد المجتمع منذ فترة ليست بالقصيرة بالتحدث عن موضوع تعدد الزوجات وكثرة الطلاق، ليس في المملكة وحدها، بل على مستوى الدول العربية، بحسب ما قرأت.
نُشِرت العديد من المطبوعات والمقالات والمقترحات، وذُكِرَتْ بعض الأسباب والمسببات. تتوالى السلبيات، وتنحسر الإيجابيات حتى تاريخه -على ما يبدو-
تفاوتت وجهات النظر، وتضاربت بعض الفتاوى حول موضوعهما، ولا تزال المعركة حامية الوطيس بين الأطراف، وقضياهما متكاثرة في القضاء العام والخاص، والبعض للأسف الشديد استطاع التسلل والدخول من الثغرات، والخروج من الثقوب، مجانباً الصواب متباهياً بذلك، رغم ما يُظهره من ورع وتقوى.
لست من المختصين في مثل هذه الدراسات، ولكن فضولي العلمي يصحبني لعشق التوسع في القراءة، ومحاولة التركيز وإجادة الفهم، ومتابعة الاطلاع، والمشاركة أحياناً.
تارة أكتب مداخلاتٍ، أو تعليقاً، واتناسى تارة أخرى، وأقوم بالتحليل في بعض الأحيان، والصمت في معظم الحالات تلافياً للاختلافات.
تقدمت إحدى الدارسات لنيل شهادة الدكتوراة، والمشتركة في منصة [أكاديميون الثقافية] تطلب المساعدة في تعبئة الاستبانة الخاصة برسالتها للدكتوراه حول [مقياس الانفصال الأخلاقي والتنظيم الانفعالي والتوافق النفسي والزوجي]
تناول البعض، جزاهم الله- خيراً الاستجابة السريعة بالتعليق والتذكير بالآيات الكريمة ذات العلاقة.
مداخلتي كانت [قد يكون من الأفود طرح هذه الاستبانة على الشباب من الجنسين وإضافة دوافع عدم الرغبة أو الاحجام عن الزواج. توجد لي مقالة سابقة في موقعي عن الشباب مصحوبة باستبانة. قد تفيدك في البحث.
الانفصال والتنظيم والتوافق، لكل منهم عوامل مستقلة وأسباب مختلفة، وقد تتداخل بعضها. تختلف تأثيراتها ومؤثراتها كثيراً من شخص لآخر، ويصعب وضع حلول أنموذجية] انتهت المداخلة.
لاحظت أن النقاش على المنصة يدور حول التشريعات الشرعية والقانونية والرضا بالمقسوم، وبعض النقاط الاجتماعية والاشارة لبعض الكتابات السابقة وما إلى ذلك بشكل عام، مشابه لما اطلعت عليه سابقاً.
الشريعة تشريعاتها المحرمة والممنوعة واضحة كالشمس في الظهيرة، وأحكامها الرئيسية ثابته لكل زمان ومكان حتى قيام الساعة. كل شيء لم يرد تحريمه بنص شرعيٍ فهو مباح.
نحن مسلمون، نتذكر قوله تعالى { [آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ*] الآية (285) البقرة، وفي الآيات (46) سورة النساء، (7) سورة المائدة، (51) سورة النور، (101) سورة المائدة.
أي السمع والطاعة والاستسلام التام لكل ما نزل في القرآن الكريم، وما أمرنا به سيد المرسلين دون سؤال ولا طلبٍ للتبرير، والقناعة التامة بحكمته وعدله -سبحانه وتعالى-
المسلمون يواجهون تيارات معاكسة شديدة جداً وقوية، ولابد لهم من معاصرة مسيرة التطورات المتنوعة.
حفظ القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، ومعرفة الأحكام والتشريعات وغيرها من الأمور الأساسية بالنسبة للكثير، أشبه بكمرة التصوير تنقل لك دون تحليل أو فهم.
القرآن لغة عربية فصحى، ويُقرأ بعدة طرق مختلفة في النطق والكتابة والتشكيل، وتفسير كلماتها بحسب حالتها وموقعها وزمانها ومكانها، باستثناء الثوابت.
لذلك تركت لنا الشريعة السمحاء فرصة سَنَّ القوانين الوضعية والأنظمة المدنية والاجتماعية وتطويرها بحسب معطيات الحياة، وتطورات الزمان، واختلاف المكان، وتوالي الأجيال، دون الخروج عن المبادئ الأساسية والأحكام التشريعية.
وهذا أحد أسباب صلاحية هذه الشريعة حتى تقوم الساعة، ومن نتائجها اختلاف آراء الفقهاء والمفسرين السابقين.
استناداً لهذا المنهج التشريعي، لابد لنا من إعادة الدراسات المتنوعة والدقيقة، والتحليل الكيفي والكمي، والفهم الدقيق، والإدراك الحسي، والإحساس الفعلي بمثل هذه القضايا الحساسة، المتشعبة المخاطر بما يتلاءم مع واقعنا المعاصر.
الكثير من القضايا والمنازعات والخلافات والمشاكل بين أفراد المجتمع المعاصر في أمس الحاجة لجمع الكثير من المعلومات والاحصائيات، وحصر المعطيات، وطرحها ضمن ندوات متوسعة، واستبياناتٍ متعددةٍ ومتنوعةٍ، وفي مناقشاتٍ هادفةٍ، مختلفةَ المجالاتْ والتخصصات والمستويات التعليمية والفقهية واللغوية والثقافية، وعمل دراسات تحليلية واسعة، اجتماعية ومجتمعية وثقافية وتثقيفية دقيقة، حتى نتمكن من الوصول لجذور المشكلة.
عندئذٍ، نضع برنامجاً أو منهجاً متدرجاً نقاوم به الأسباب، وندرأ به الدوافع، ونَذُرُّ الرماد في عيون الحساد، ونُخْرِسُ الأبواق المتصاعدة، ونقطع الألسن المتدلية، ونتغلب على تلك العقبات التي تزعجنا وتعكر صفو حياتنا، وتهدم الكثير من البيوت، وتُشَتِّتُ أفراد الأسرة، وتتسبب في نشر الفساد، وزرع الإرهاب وغيرها من الأضرار الجسيمة على الوطن والمواطن والمقيم.
دراستي أو فكرتي هذه المبدئية لهذا المشروع [دراسة تحليلية في الاستدامة الأسرية] بعناصره المبدئية {حفظ النسب، الأبوين، القدوة الحسنة، توضيح مفهوم الحرية، الهدف من الزواج، تعدد الزوجات، الطلاق، المطلقات، الخُلْع، العنوسة، المساواة في رعاية الذرية المختلفة الأم} هو مشروع وطني، بل إسلامي جسيم وعظيم وطموح جداً.
المشروع ليس بحث لنيل شهادة الدكتوراه أو غيرها من المواضيع والمشاريع العامة.
هذا مشروع مترابط العناصر، متداخل الفروع، متشابك الأطراف، حساس جداً، وهام للغاية، وأهدافه واسعة وبَنَّاءة، وطموحاته عالية وباهظة الثَّمَن.
يحتاج لدراسات متوسعة ومتنوعة ومتعمقة في عدة مجالات، ويتطلب دعم قوي جداً على كافة الأصعدة.
عفواً، أيها القارئ، ما أدونه أعلاه ليس سوى مداخلة أو فكرة دراسة مبدئية متواضعة على قدر معلوماتي الضئيلة، وفهمي المحدود، وخبرتي العلمية والاقتصادية والهندسية والمهنية البسيطة.
إن أصبت في فكرتي التحليلية هذه، فلا تنساني من الدعاء، وإن أخطأت، فسامحني، وانس ما قرأت.
أطيب تمنياتي لكم بالتوفيق.
الفقير -لله تعالى- إبراهيم حسين جَسْتَنِيِّه
لمسات ابداعية تلامس القلوب ،،
بذرتم البذور .. وننتظر الحصاد ،،
(والصمت في معظم الحالات تلافياً للاختلافات)،
بذرنا البذور، والبركة فيكم وفي أمثالكم من المتخصصين والباخثين في مجالات تلك العناصر الأحد عشر.
هذا دوركم، همتكم وتعاونكم معاً سيحقق الكثير.
لن تخيب آمالنا فيكم. فهيا شمروا عن سواعدكم. أشعلوا أفكاركم،
ركزوا في فهمكم، وتوسعوا في تحليلاتكم، وجمع البيانات.
ابدؤ على بركة الله، حتى نحص الثمار.
نسأل الله لكم دوام التوفيق.
سيدي الفاضل.
كلنا نعرف الحل لكل مشكلات البيوت والأسر، ولكن الكثير منا قد يكون أضعف وربما أجبن من أن يقوله، لأننا ببساطة فقدنا المقدرة على الأخذ بزمام الأمور والشروع في التطبيق،
الحل في تقوى الله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)،
مقال جميل ودراسه تحليليه مفيده يحتاج الشباب لمثل هذه المقالات الرائعه بارك الله لك في صحتك ونفع بك
بارك الله فيك د. ابراهيم فعلاً نحتاج الى كثير من الدراسات الهادفة والمتعمقة لتوجيه المسار الاجتماعي وحفظ كيان الاسرة الذي بدأ ينفرط عقده لتداخل الاسباب ومنها العولمة وتقليد المرأة العربية والسعودية للمرأة الغربية والابتعاد عن الدين اضافة الى ضعف شخصية الرجل حيث لم يعد قادراً على تحمل اعباء الاسرة لتداخل عوامل كثيرة اقتصادية واجتماعية متنوعة وفعلاً وصلنا الى حد كبير من حالات الطلاق والخلع مما يؤثر على تماسك المجتمع وزعزعة الامن الاجتماعي .. لابد من الجامعات ومراكز البحوث النفسية والاجتماعية دراسة هذه الظواهر ووضع التشخيص اللازم لمكافحة الآفة حتى لا يأتي يوم نعض فيه اصابع الندم على ما يحدث في المجتمع للاسف تفكك وانهيار لا قدر الله .