قرأت مقالة الأستاذ ياسر عمر سندي “ثلاثية تأسيس الشخصية” في صحيفة مكة ليوم الأربعاء 17/11/2021م. مقال يتسلل للصميم، ويسترجع ذكريات بعيدة الأمد.
ما ذكره الكاتب من مزايا ومميزات لتلك المكونات الثلاثية للشخصية (الرماية والسباحة وركوب الخيل) ليست سوى قطرة من بحر -بحسب معلوماتي- أو توجيه إرشادي عام، نبوي شريف، وليس قاصراً عليها، خاصة إذا توفرت الامكانيات وتمت العناية بها منذ الطفولة.
قد تكون المقالة بداية جيدة لتحقيق أحلام وطموحات مر عليها أكثر من نصف قرن، كتب عنها الكثير، ونادى بها العديد من الآباء والكتاب والمربين وغيرهم بأساليب مختلفة، ونظرات متنوعة، ورؤى بعيدة، رحل الكثير منهم دون أن تنعم نفوسهم بتحقيق تلك الآمال لتنشئة أجيال قوية بالإيمان، متمكنة بالعلم، ناشرة للسلام، داعية للإسلام، فاهمة بالإدراك، واعية بالسليقة، مستوعبة بالنظرة، مستشعرة باللمسة.
الإجازات الصيفية فرصة كبيرة لا تعوض، وعطلة نهاية الأسبوع وقت طائع بين التجوال في الشوارع والطرقات، أو بين المولات، أو على طاولات المقاهي وأرفف السيارات، أو على شاشات الهواتف وغيرها من الفسيفسائيات لتصفح الغث والقليل من السمين دون رقيب ولا حسيب.
حبذا لو تتم الاستفادة من المدارس ذات الفناء الواسع بعمل نادي للطلاب، مختلف الهوايات يبدأ من بعد صلاة العصر مثلاً حتى صلاة العشاء ليتمكن الطلبة من المذاكرة وحل واجباتهم بعد ذلك، أو تطويره ليكون ملتقى علمي للطلاب بالمدرسين والإجابة على الأسئلة وحل الواجبات بين فترات اللعب والتسلية، وتطوير حال الطابور الصباحي ليكون ذو معنى حقيقي لعملية الانضباط والتدريب على الحركات الرياضية، ويمكن تقسيم أنواع الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والتطوعية لتكون في أكثر من مدرسة سواء في نفس الحي أو في أحياء متجاورة، وعمل مسابقات، وتقديم جوائز معنوية أو مادية متواضعة لتشجيعهم على المواظبة، والاستفادة من مدرسي تلك الأنشطة ودعمهم لتنمية قدراتهم، مع الاستعانة بخبرات المتقاعدين وذوي الخبرة منهم والسماح لهم بالقيام بدورهم في حسن التربية، ودعمهم مادياً ومعنوياً.
وقد يكون التعاون مع بعض الأندية الرياضية التي تتوفر فيها الأنشطة التي يتعذر توفيرها في المدرسة مجدياً، خاصة مع الدعم السخي من وزارة الثقافة، مع مراعاة عدم تداخل طلاب وطالبات المدارس مع لاعبي ولاعبات ومرتادي تلك الأندية.
فكرة سريعة لخطوة شاملة لتنشئة الأجيال التنشئة السليمة، يستغل فيها الطلاب والطالبات أوقات فراغهم بالمفيد، وتتحسن صحتهم، وتقوى بنيتهم، وتتوسع أفكارهم، وترتفع طموحاتهم، وتبرز قدراتهم، وتخرج إبداعاتهم، وتنطلق ابتكاراتهم. وكلما كانت الإدارة جيدة وقوية، والرقابة صارمة، والدعم سخياً وقوياً، كلما كانت النتائج أكثر إيجابية، وأقرب للأولوية الدولية، ومفخرة وطنية عالمية.
هذه الخطوة لا تعني التوقف عن المهرجانات والاحتفالات العامة التي قد يحتاج بعضها لشيء من التوازن، لأن هذه عامة وشاملة دولية ومحلية، أما تلك فهي خاصة ومخصصة لفئة عمرية معينة.
أتمنى أن تصل الفكرة العامة لذوي المسؤولية وأهل الصلاحية لدراستها بجدية مع ذوي الاختصاص وتحقيق أهدافها تمشياً مع قواعد الرؤيا 2030م، واستكمالاً لمسيرة التنمية المستدامة وبرنامج جودة الحياة.
والله المستعان.
4 ردود على “همسة عن ثلاثية الشخصية”
التعليقات مغلقة.
ماشاء الله لاقوة الابالله .. مقال رائع .. ونرجو الاخذ به .. واتذكر ان تعليم مكه كان يقيم انديه قي بعض المدارس .. مثل نادي متوسطة العاصمة .. ولا اعرف هل مازالت قائمه ام لا … على العموم نرجو من الله العلي القدير ان يوفقكم والمسؤولين الى مافيه خير لبلاد الحرمين.🌻
توجد أندية الاحياء استحدثتها وزارة التعليم منذ عدة سنوات وهي مطبقة للبنين والبنات وتمارس فيها أنشطة متنوعة تربوية وتعليمية ورياضية ويشرف عليها اخصائيين .. نسأل الله لهم التوفيق وان يستفيدوا من الاراء المطروحة لتفعيل برامج أخرى متنوعة .. شكرا لهذا الطرح
مقال رائع جداً يادكتور ابراهيم في اهدافه وقيمته الادبية قدمت اقتراحاً مفيداً جديراً بالاهتمام والتنفيذ ارجو ان نراه قريباً وفقك الان وسدد خطاك، تحياتي
عدنان حستنية
ماشاء الله تبارك الله مقال جدا” جميل ومفيد