الدين الإسلامي يصلح لكل زمان ومكان، فهو يُسْر وتيسير، وبساطة وعطف ومحبة، وتراحم ومودة، وأمن وأمان وسلام، ويصلح لكل زمانٍ ومكان. هو دين إلهي، وتوحيد حنيفي، وعلم منطقي، وفهم عقلي، ويقين صادق، وحقيقة ملموسة ومحسوسة. لا مُحَرَّمَ إلا ما حُرِّم بالنص، وما عدا ذلك فهو حلال ومباح، أو مكروه فعله.
الأئمة الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والحنبل -يرحمهم الله- لم يسبق لأحدهم الاعتراض على فتوى الآخر رغم تواجدهم في نفس الزمان مع اختلاف المكان والظروف المحيطة به، وهذا دليل واضح على أن أقوالهم ليست قاطعة لا تقبل التطوير أو المزيد من الدراسة والبحث والتحليل للتخفيف على المسلمين في مواكبة الظروف والعصور.
المقصود بمعنى الصدقة الجارية هي عملية مستمرة إلى يوم القيامة، وأجرها مستمر لا يحصيه إلا -الله سبحانه وتعالى- مثل حفر البئر، وبناء مسجد، وبناء رباط، وبناء دار للأيتام، أو دار للعلم وما في حكمها من المستجدات الزمانية والمكانية والبيئية، مع ما لا يمنع ولا يتعارض من كتابة اسم الفاعل لها تذكيراً وترحماً عليه.
أما الأشياء الاستهلاكية أو المستهلكة أو اللحظية، مثل إماطة الأذى عن الطريق، ومضخة الآبار وجهاز الأشعة، أو سيارة إسعاف أو نقل الموتى، أو رواتب العاملين في الأعمال الخيرية، أو طلبة العلم وما في حكمهم، فالغالب بحكم المنطق والمفهوم العام للمعنى الحقيقي للصدقة التي بعشر أمثالها، أن مفعولها ينتهي بانتهاء حالها أو تلافي فعاليتها.
وضع اسم فاعل صدقة جارية على مبنى أو قاعة أو غرفة عمليات أو ما يشابهها في عمل خيري، فعل يشابهه ما على البئر وما في حكمه، ولا يتعارض مع أي نص شرعي.
بارك الله فيكم بشمهندس وفي طرحكم … والمؤمن في ظل صدقته يوم الثيامه