إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة “قصة من حج عام 1368هـ”

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام، أداؤه لمن استطاع إليه سبيلا. مناله إلى ما قبل حوالي قرن ونيف من الزمان كان ضرباً من الخيال أو نوعاً من المغامرة الانتحارية حتى انتشرت مقولة (الذاهب للحج مفقود، والعائد منه مولود) لِمَا كانت تحف رحلته من مخاطر جمة، وقد يكون ذلك أحد أسباب الاحتفالات التي كان يقيمها أهالي العائدين من الحج في كثير من الدول بأمن وسلام حتى عهد قريب.

من إحدى العادات الحسنة منذ القدم عند معظم أهل مكة المكرمة وسكانها والمقيمين بها وبعض من أهل الحجاز، الحج كل عام منفرداً أو بعائلاتهم، -ما لم يكن مسافراً أو مريضاً- أو الحج في مجموعات، أو في ضيافة أحد المقتدرين، أو يحج تعريفة، ويتألم كثيراً من يتأخر عن الحج، وينعت نفسه ب “بالداجج”.

حياة الناس في الماضي بسيطة رغم الظروف المعيشية القاسية، لكن العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الحجازي قوية جداً والمحبة تغلب أكثرهم، وكثير من الأثرياء وكبار الشخصيات في ذلك الزمان لهم مواقف عظيمة وعجيبة ولاتزال موجودة في بعضٍ من ذرياتهم، يدركون جيداً الأوضاع الاقتصادية، ويعرفون العادات والتقاليد، ويشعرون بأحاسيس الآخرين.

كان البعض منهم يقيم صيوان أو مخيم في عرفات مزود بكل متطلبات الضيافة، يستضيف فيه الضيوف من الداخل والخارج -بحسب حالته المادية ومنزلته الاجتماعية- ومن الأهل والأصدقاء والمعارف، وعابري السبيل، أو الحجاج من أي جنسية، مرحباً بهم دون تفرقة ولا عنصرية، بالإضافة لعلمهم ومعرفتهم بقواعد الحج الشرعية، ويمكنهم أو ممن معهم الإجابة على تساؤلات السائلين، تخفيفاً على الحجاج وطلباً للأجر والثواب.

قصة عجيبة حدثت في حج عام 1368هـ، لم يسبق لها مثيل حتى الآن، تركت آثاراً عميقة وذكريات مختلفة، ومواليد وسموا بها.

 كانت سنة مختلفة كثيرا عن سابقاتها وما تلاها حتى عام 1442هـ، عجيبة في حالها، وشديدة في واقعها وغريبة في أحداثها، لن ينساها التاريخ مهما طال زمانه، ولن يتناساها من عاصرها مهما تباعدت أيامه، أصبحت مرجعاً يُؤَرَخُ به لدى البعض لسنوات طويلة.

من عجائب الصدف أن يكون للوالد حسين جستنيه -يرحمنا الله جميعاً- في ذلك العام مخيم كبير في عرفات، تضمن العديد من أفراد العائلة والضيوف من الداخل والخارج، صيوان كبير مستقل للرجال وآخر للنساء، والطباخ وأعوانه في مخيم خاص.

ما لبثت شمس ذلك اليوم أن تزول عن كبد السماء وتنقضي صلاتي الظهر والعصر في جمع تقديم، وينزل الخطيب من على المنبر، وينتهي الناس من تناول طعام الغذاء في سرور وسعادة، وتجمع لبعض الحجاج على جبل الرحمة للوقوف قرب مكان وقوفه صلى الله عليه وسلم تبركاً وتقربا، وآخرين في الخيام، تعالت فيها أصواتهم بالدعاء والاستغفار، حتى تغيرت حالة الجو فجأة، حُجِبت الشمس، تراكمت السحب، وتلبدت الغيوم حتى كادت تُظْلِم الدنيا، فوجه الوالد جميع من في ضيافته للسيارات تحسبا للظروف، وكلف العاملين بجمع الأمتعة. أخذت الرياح الباردة تشتد شيئاً فشيئا، وهبوب العواصف يتزايد شدة حتى اُقْتِلعت الخيام، وهَدمت الصواوين، وتطاير الأثاث، وتفرق الناس طلباً للأمن والأمان.

تفرقت الجموع وضاع الكثير عن موضع مخيمه، وتطايرت السجاجيد والجلائل والحنابل ولم يبق شيءٌ في مكانه، وبدأت مياه السماء تنهمر بغزارة شديدة، مصحوبةً بحبات البَرَدْ الكثيفة والكبيرة المتلاحقة القادرة على فتح الرأس وإسالة الدماء عند سقوطها عليه، وترك أثر مزمن في الجسد إذا أصابت موضعاً منه، والرياحٍ العاتية لا تستقر على حال.

صاح الناس رجالاً ونساءً وأطفالا مستجيرين بالله سبحانه وتعالى وطالبين الاستغاثة. ألم بنا ما ألم بالجميع، الكل يقول نفسي، نفسي، يبحث عن النجاة تحت وبين أي شيء يمكن أن يُظِله ويردأ عنه المطر الغزير والبَرَد الكثيف والبَرْد الشديد. ضاع كثير من الأطفال والنساء، وتاه العديد من الحجاج عن مخيماتهم، وهرب البعض للسيارات وتحتها بحثاً عن الحماية.

أما الوالد -يرحمه الله- فكان رجلاً شجاعاً صبوراً، قام مسرعاً وقد اشتعلت الشهامة، وحَمِيَتْ النخوة، وارتفعت درجة الإدراك بالمسؤولية،

هَبَّ مسرعاً باحثاً عن بقية الأهل والضيوف الكرام وخاصة الأطفال، وملبياً نداء المستجيرين، مسعفاً للضائعين وآوياً للتائهين، وحامياً للمسنين، ومحافظاً على النساء، متحملاً لسعات البَرْد القارس، وضربات البَرَد المؤلمة، وغزارة المطر المنهمرة متجولاً بين أنقاض الخيام والصواوين في العراء، يودعهم في إحدى السيارات الصغيرة بين أهله وضيوفه، والأطفال والشباب لإحدى السيارات اللواري الأخرى وتحت رعاية أخيه عبد الرحمن -يرحمها الله- الذي كان يقف كالأسد صابراً أيضاً على ضربات البَرَد ولسعة البَرْدْ كأخيه حسين، يُلقي عليهم بعض الجلائل والحنابل في حوض السيارة اللوي لحمايتهم من لسعة البَرْد وضرابات البَرَد وغزارة المطر، مهوناً عليهم الأمر، طالباً منهم الهدوء والسكينة والتوقف عن البكاء والصراخ والخوف، ويبث فيهم روح الشجاعة والطمأنينة.

لم تعد تميز بين الليل والنهار وماء السماء يزداد انهمارا، حتى اقترب موعد الغروب، والكل يستغيث ويطلب الرحمة.

أخذ البَرَدُ يتوقف والرياح العاصفة تخف رويداً رويدا، وانهمار المطر يتراجع تدريجياً حتى توقف، وقد اشتدت العتمة على المكان ولم تعد ترى شيئاً من شدة الظلام، وعمق الخوف مما كان.

بدأت تظهر صيحات المستجيرين من بين الخيام المتساقطة والحنابل المتراكمة، ونداءات الباحثين عن ذويهم، وتصاعدت أَنَاتُ المصابين، وبكاء الأطفال المدفونين بين الخيام وتحت الأثاث والناس منشغلون بأنفسهم، كل يبحث عمن فقده من أهله وذويه أو عن مقر مخيمه، والقليل من أخذ يتجول لمساعدة المستغيثين وتلبية نداء المستجيرين. واصل الوالد وعم عبد الرحمن صنيعهما حتى بعد توقف المطر والريح والبَرَدْ حتى يئسا من أن يجدا أحداً لإنقاذه او مساعدته في تلك العتمة الشديدة والبرد القارس.

أسدل الليل ظلمته على عرفات بعد أن حجبت السحب ضوء الهلال عنها، ولم يبق من الأتاريك والفوانيس شيئا، اشتدت لسعة البرد، ولم يعد بالإمكان البحث عن المفقودين أو التائهين أو معرفة مواقعهم، ولم يعد هناك مجال لمزيد من البحث أو البقاء أكثر من ذلك، فأخذ من وجدهم وتوجه بهم إلى مشعر منى وأنزلهم بداره الحديثة البنيان والتي لم يكتمل بناءها ولا تأثيثها بعد، تشرفت تلك الدار الفريدة باستقبالهم وضيافتهم في حب وسعادة ومواساة، بين أهله وضيوفه وشملهم بعطفه ورعايته.

لم يكن من السهولة في ذلك الزمان امتلاك مبنى أو أرض في مشعر منى، لكن منزل الوالد كان قريباً من الجمرة الصغرى، مكون من خمسة أدوار بالأسمنت المسلح، وفي جزء من الحوش ملحق للرجال ومكان للعاملين على الخدمة وللطباخ ومستلزماته.

لم يمض يوم النحر حتى تمكن الوالد من معرفة أسر هؤلاء الضيوف الذين حضروا لاصطحاب من فقدوهم وهم غير مصدقين بنجاتهم. كانت فرحتهم لا تقدر بثمن وشكرهم -لله تعالى- أولاً، ثم للوالد ليس له نهاية.

كان ذلك اليوم يوماً عصيباً، مليءً بالفزع والخوف، نال فيه البعض الكثير من ضربات البَرَد حباً في الله، وتضحية وشجاعة لإنقاذ المستجيرين، وكرم ضيافة.  

بقيت آثار ضربات البرد من تلك الحجة علامة تاريخية مميزة على صدر الوالد -يرحمه الله- وظهره حتى وفاته عام 1412هـ، ذكرى لأحداث ذلك اليوم والموقع، واشتهر ذلك العام ب “حجة أو سنة البرد” وأصبحت مرجعاً تاريخياً لمعاصريها، وسجلاً مرجعياً لما تلاها عند البعض لزمن طويل، بقصة عجيبة، عاصرتها شخصياً، وعُرٍف تاريخ بعضِ مواليدها بها حتى بدأ ضبط سجل المواليد، فنسي كثير من الناس ذلك اليوم العجيب وتاريخه المجيد وحكاياته الغريبة.

عُرِضَتْ فيديو على “منصة أكاديميون الثقافية” مساء الثلاثاء 06/12/1443هـ، 05/07/2022م، ضمن ندوت “الحج بين عبق الماضي وإشراقة الحاضر

همسة عن “متلازمة الزمن الجميل وجيل الطيبين”

اطلعت على مقالة للأخ ياسر عمر سندي تحت عنوان “متلازمة الزمن الجميل وجيل الطيبين” بصحيفة مكة ليوم الأربعاء الأول من مايو 2022م، والتي بين فيها عدم رضاه على نعت زمن الآباء والأجداد بالجميل، وجيلهم بالطيبين، واستكثر عليهم ذلك، وطلبه بوسمهم ب [زمن البسيطين وجيل البسيطين].

       يبدوا أن أخي ياسر لم يعاصر أحداً من طبقة ذلك الجيل، ولم يقرأ لأحد ممن كَتَبَ منهم أو كُتِب عنهم.

ربما شاهدت أو سمعت عن الكثير من المعلومات التاريخية القديمة والأجيال التي عاصرتها بِمُرٍها وحُلْوِها، مثل جدة التاريخية وغيرها، وعقال الأحياء والحواري القديمة ورجالها في مكة المكرمة وما بقي منها حول أو قريبة من المسجد الحرام.

ربما نسيتها أو تناسيتها، لكنها واقع تاريخي عريق لأمجاد أسلافنا الذين يستكثر عليهم البعض كلمة وفاء، أو دعوة خالصة من القلب، بل وربما يحاول البعض تجاهلهم أو نسيانهم.

قد يكون مناسباً لفهم كثير من الأمور التي تختلط علينا، محاولة تكرار البحث والسؤال والقراءة وإجادة الفهم لنزداد علماً ومعرفة وتكون وجهة نظرنا أكثر وضوحاً وأقرب للصواب.

       يا أخي الكريم، كل شيء في هذه الحياة له معايير أو مقاييس ثابته وأخرى متغيرة، ومفهوم معنى الحياة بكل عناصرها، له ثوابت ومتغيرات مختلفة من شخص لأخر، ومن مجتمع لآخر، على مر الأيام والعصور.

كذلك حال الجمال والقبح، والسعادة والشقاء، والسقم والعافية وغيرها من المتناقضات الأخرى، وهي حكمة إلهية أوجدت التجانس أو التعايش في الحياة بين الأفراد والشعوب والقبائل، ولولا ذلك لتساوت وجهات النظر عند الناس في كل شيء، ولم تعد هناك حاجة للتغيرات ولا للمتغيرات.  

       لو حاولت تعمل مقارنة بسيطة بين مفهوم معنى الحياة في جيلك والجيل الذي يليك أو الجيل الحالي، ولا أعتقد أنه صعب، لأمكنك معرفة الفوارق العديدة للمفهوم المعنوي لتغيرات ومتغيرات الحياة ومعاصريها، والتي من المؤكد أنها ستجعلك تعيد النظر فيما كتبه عن ذلك الزمان وجيله، في مقالك المشار إليه، وربما يذكرك بأن من استكثرت عليهم (نعت جميل وطيبين) هم الأجداد والآباء الذين بذلوا كل ما يملكون في زمانهم الجميل -نسبة لحياتهم ومجتمعهم- لنتمتع نحن ومن يلينا من أجيالهم بما نحن فيه في هذا العصر الذي يتنكر فيه البعض لهم ويستنكر جميلهم، بدلا من أن يقدم لهم جزيل الشكر والدعاء لهم على ما قدموه.

وقد يذكرك أيضاً، بأن ما يبنيه الجيل المعاصر سيكون قاعدة يتمتع بها الجيل القادم ويبني عليها صروحاً من العلم والمعرفة والسعادة والطموحات البناءة بالنسبة لهم، وهكذا دواليك، تدور عجلة الحياة، كل جيل يبني للجيل الذي يليه.   

أخيرا: (من لا يشكر الناس، لا يشكر الله) حديث صحيح [من صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه].

حرر في 05/11/1443هـ، 04/06/2022م.

همسة عبر الأثير

همسة من الأعماق أبثها عبر الأثير، مع نسمات الفجر العليل، وعبير الزهور والورد والياسمين، تتردد دون انقطاع إلى أن يُهيئ الله لها من يسمعها بقلبه، ويستوعب معناها بعقله، ويفهم مضمونها بإحساسه، ويرسم برامجها بدقة، ويحقق أهدافها بفعله، ويوصلها للرؤيا الطويلة الأمد.

تتطور مسيرة الحياة المعاصرة بشكل متسارع شبه لحظي، وتحدث أحداث كثيرة مفاجئة، وأحداث متوقعة، وأحداث غير متوقعة، مما يوجب القلق ويدعو للحيطة والمزيد من الحذر.   

كان الأسلاف في السابق يعتمدون على الحفظ الشفهي لنقل المعلومات والأنساب وغيرها ويتوارثونها أجيالاً بعد أجيال، ثم حان عصر الكتابة بمراحله المتعددة، وتلاه عصر الطباعة الورقية بمزاياه الكثيرة وعيوبه المحدودة، لكنها بقيت الأكثر أماناً على بقاء كل العلوم والمعلومات ونقل الحضارات، ولا أدل على ذلك من كتاب الله المبين، المنزل على الرسول الأمين، حفظه الله سبحانه وتعالى- من التحريف والتغيير، فكانت طباعته ورقياً أفضل وسيلة لانتشاره السابق في بقاع الأرض وبعدة لغات دون تحريف ولا تغيير.

ارتفعت تكاليف الطباعة، وبدأت الوسائل الحديثة لنشر العلوم والمعلومات بعدة لغات بترجمة فورية وتبادل الثقافات بطرق شبه لحظية، مما تسبب في ضعف الاهتمام بعمليات تطور طرق وأساليب الحفظ والكتابة والطباعة الورقة، فأخذ في التغيب عن الساحة تدريجاً، وأقبل الكثير على استخدام أحدث الطرق بأقل التكاليف، ولمسة الأصبع.

لا شك أن التطور شيء جميل جداً بكل المعاني ضمن الإطار العام، لكن هناك أموراً يجب المحافظة عليها لأنها الأكثر أمناً وأمانا، والوسيلة الأفضل للمحافظة على كل أنواع المقتنيات.

لقد سبق أن كتبت كالكثير غيري من المهتمين والمختصين عن ضرورة المحافظة على طرق الحفظ والكتابة والطباعة الورقية، ودارت في الصحافة مناقشات عديدة حول هذا الموضوع، لكن العاصفة كانت شديدة، فتبعثرت الصفحات في فضاء فسيح، وتاهت النداءات بين ذبذبات الأثير حتى يكاد يُسْدَلُ الستار على قاعدة الحفظ والكتابة والطباعة الورقية. لم تكن عاصفة شديدة وحدها، بل تبعها تيار جارف كان أقوى من كل المقاومات بكثير، ولا يزال شديداً يجرف كل ما يعترضه أو يجده في طريقه.

لو حدث حادث ما مثلاً، عُطْلُ مفاجئ في القمر الصناعي، أو ضرر أو ما شابه ذلك، ستتوقف جميع وسائل التواصل والاتصالات عن أي دولة كما يحدث الآن لروسيا كمثال واقعي نتعلم منه العبر، ونأخذ منه دروساً عديدة، من فرض العقوبات، وحجب وسائل التواصل، وقطع الاتصالات اللاسلكية وما ينتج عنه من أضرار بليغة. لم تعد الحياة الطبيعية مضمونة، لأن نظامها يستند على مبدأ القوة، وفرض السيطرة، والخضوع للأمر الواقع.

ترى كيف سنتمكن من استكمال تدوين وتوثيق الماضي! وكيف يمكننا استخراج المعلومات! وكيف يمكننا معرفة وحفظ وتدوين المستجدات! وكيف يمكننا مواصلة الحياة بعد أن ركزنا كل اعتمادنا على تلك الطرق والوسائل التي لا نملك القدرة على التحكم فيها! ولا نستطيع حمايتها من التلاعب بها! ويتعذر علينا حماية أنفسنا مما قد يصيبنا من أضرار جسيمة لو توقف أو حُجِبَ القمر الصناعي عن البث على دولة ما!! 

 الحيطة واجبة، والحذر مطلوب، وحسن النية وارد، لكن الواقع متغاير، والمصالح متقلبة، علينا أن نأخذ العبرة من الحياة، ونتعلم من دروس الآخرين أو مما يحدث لهم، وأن نحرص على تجنب الوقوع فيما أُسقطوا فيه، أو انزلقوا إليه، وعلينا أن نجد المرادف والبديل وتوفير الاحتياطي، وأن نكون مستعدين تحسباً للظروف الطارئة.

قد يكون من الضروريات الشديدة الإلحاح في ظل هذه الظروف المتضاربة عالمياً، الأخذ بعين الاعتبار هذه الدروس التطبيقية الحالية على روسيا وأمثالها، وما يبدو في الأفق من التحركات الصينية، وسرعة اتخاذ قرار فوري بالعودة السريعة لاستخدام طرق الحفظ والتدوين والتوثيق المطبوع لجميع ما لدينا من مستندات ووثائق وصور وكتب ومجلات وصحف وغيرها، وما يستجد لضمان المحافظة على إرثنا التاريخي العريق، وعلمنا وعلومنا وكتبنا ومعلوماتنا ومقتنياتنا على اختلاف مستوياتها وأثمانها، المكشوفة للغير، والتي قد يمكن التلاعب بها، أو حجبها عنها، إذا لم نعتبر مما يحدث لغيرنا.

قد يكون من الأفضل الأخذ بعين الاعتبار سرعة تطوير وتطبيق أنظمة وطرق الحفظ والكتابة والطباعة الورقية، والعمل على تقليص سلبياتها لتواكب المسيرة، والعودة لاستخدامها، مع حفظ أكثر من نسخة مطبوعة من موجوداتنا وفي أماكن مختلفة تحسباً لكل الاحتمالات، بالإضافة لاستخدام الطرق الحديثة لمواكبة مسيرة التنمية المستدامة.

هذه همستي الخالصة لوجهه الكريم، وهديتي بمناسبة شهر المحبة والقرآن، أبثها عبر الأثير في هذا الشهر الفضل، متمنياً أن تُسمع بإنصات دقيق، وتُفهم بقلب مخلص رشيد، وتُدرك بمشاعر وطنية خالصة، وأن تصل لعقل وقلب كل مواطن في أي موقع، وكل من يعشق القراءة والكتابة الورقية وحفظ الوثائق والمستندات المختلفة، والمحافظة على تاريخنا العريق، بأن تحظى هذه الهمسة بسرعة تطبيقها، وأن تحظى بالعناية الخاصة من كل من يستطيع تحقيق أهدافها وتنظيم خطط رؤياها للحاضر والمستقبل

والله المستعان.  

حرر في 09/09/1443هـ، 10/04/2022م.

همسة خواطر رمضانية[1]

أساتذتي وإخواني وأبنائي الكرام من الجنسين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله.

نهنئكم بهذا الشهر الفضيل، ونسأل الله تعالى أن يقبله ويتقبله منا بعفوه وكرمه، وأن يبلغنا إياه أعواماً عديدة في صحة وعافية وأمن وأمان.

أشكر منصة “أكاديميون الثقافية” على إتاحة هذه الفرصة لألتقي بكم في هذه المناسبة الإسلامية الرائعة، شهر المحبة والغفران، نسترجع خلالها بعض الخواطر، أو القليل من الذكريات، ونترحم على أسلافنا وندعو لهم بالرحمة والغفران.

الخواطر كثيرة، والذكرات عديدة، ومناسباتها مختلفة، اليوم يجول بخاطري جانب من أحداث شهر الصوم الفضيل قبل أكثر من نصف قرن مع ذكرى قدومه.

كان لوالدي حسين محمد سعيد جستنيه -يرحمه الله- حتى نهاية عام 1374هـ، 1955م، قبل توسعة المسعى، دار عامرة أمام باب السلام الكبير واجهته على المسعى مباشرة ومدخله من زقاق البلدية بواسطة درج للدور الأول، لأن الأرضي محلات تجارية على المسعى الذي يعتبر أكبر سوق تجاري في مكة المكرمة.

كذلك، كان للوالد دكان في الجهة المقابلة بين بابي السلام الكبير والصغير، يبيع فيه ساعات رولكس، أوميقا، وأنواع مختلفة من الخردوات، وفوط الإحرام وأشياء كثيرة أخرى، وكلونيا ليالي باريس، والطائر التي بدأت تظهر في ذلك الزمان.  

كنت في بداية المرحلة الابتدائية أجلس بصحبة والدي في الدكان بعد العصر في رمضان والمسعى مرصوفة بالحجارة ويوجد حاجز رمزي متقطع بين الصاعد للمروة والنازل للصفا، نشاهد ونسمع المعتمرين وهم يسعون مهللين مكبرين سائلين راجين الكريم.

كان من عادة أغلب أهل الحجاز أداء عمرة واحدة على الأقل في رمضان، بالإضافة لعمرة ربيع ورجب وشعبان، من جدة والمدينة والطائف، وأغلبهم لهم معارف أو أقارب أو أصدقاء في مكة.

كأنني الآن، أسمع صوت الوالد -يرحمه الله- يقول “عمرة مقبولة، أو من المقبولين إن شاء الله- وأسمع رد الآخر قائلاً “جميعا إن شاء الله، شكرا” والوالد يرد عليه ننتظرك على الفطار، فيرد الآخر “إن شاء الله”

وقبل آذان المغرب أجد عدد جيد من هؤلاء المعتمرين قد وصل للدكان أو ذهب للبيت لأنه معروف، ويوجد ثلاثة من العاملين على الضيافة في الدور الأول يستقبلون الضيوف ويقدمون لهم ما يحتاجون إليه، ريثما يأتي الوالد.

كانت تمتد سفرة طويلة من أنواع الطعام الرمضاني الحجازي، كل محتوياتها من طهي سيدات البيت -يرحمهن الله- الجدة والعمة والوالدة، والجواري، ثم أصبحن العاملات من المواطنات، بعضهن زوجات العاملين أو قريباتهم، أو من غيرهم.

نبدأ ببسم الله، نتناول التمر والصقيع، ونشرب الزمزم ثم نقوم لصلاة المغرب في الغرفة المجاورة خلف إمام المسجد الحرام ونحن في البيت نشاهد المصلين في باب السلام وفي المسعى.

بعد الصلاة يجلس الجميع حول المائدة في سعادة وهناء، كأنني أشاهد هؤلاء الضيوف الأعزاء أمام عيني في هذه اللحظات على شريط سينمائي وهم يضحكون معاً في سعادة وتبادل أحاديث جميلة خلال تناول الطعام على مائدة أرضية، من صحون مشتركة، ولقيمات متبادلة بينهم بنفوس طيبة، وابتسامة مشرقة.

اتخيل السادة الأفاضل أحمد صلاح جمجوم، أحمد يوسف زينل، أبوبكر باخشب باشا، ونور ولي، وعبد الله قاضي، وصالح كشميري، وزكي يماني، وعبد الوهاب عبد الواسع، وأيوب صبري، وحسن داغستاني، وحسن علام، وغيرهم كثير أنساني الزمان أسمائهم، قد يجتمع بعضهم بالتنسيق بينهم، وقد يصادف تواجد آخرين مع بعضٍ منهم، أو بدون وجودهم. وهؤلاء من الشخصيات التي كتبت عنهم في كتابي “رجل المهمات الصعبة” في (530) صفحة A4 و(1220) صورة ومستند ووثيقة تاريخية، بعضها تظهر لأول مرة، وبينت بعض المواقف التي عاصرتها منهم.    

بعد الحمد والشكر لله، نقوم لغسل اليدين، ثم يعود الجميع لتناول القهوة العربي، والعربي بالنانخة المحمصة، ثم الشاي الأسود، أو بالنعناع الطائفي أو المدني، وكذلك الأخضر، حتى آذان العشاء، فنؤدي الصلاة في جماعة مع الإمام من البيت، البعض يخرج لصلاة التراويح في الحرم، والبعض يبقى، والبعض يغادر عائداً لداره.

بعد التراويح توضع أنواع مختلفة من الحلويات البيتية أيضاً، مثل الكنافة والفلة، والجبنية، والرقاق الحلو، واللبا مع العسل، وغيرها من نعم الله تعالى علينا.

شكرنا لنعم الله يتواصل، فيأتي دور الموالح للتسلية مثل المنفوش والفول النابت والترمس والحلبة الخضراء، وقبل الفجر بحوالي ساعتين يأتي دور السحور بنعم الله الكثيرة، والحلا ساقدانة، أو مهلبية، أو خشاف، أول لبن زبادي.

تختتم الجلسة أو السهرة بالصلاة على النبي والفاتحة ثم الصلاة عليه، ويقوم الجميع للاستعداد لصلاة الليل وانتظار صلاة الفجر أيضاً مع الإمام.

اللهم ارحمهم أجمعين، وارحمنا وجميع المسلمين برحمتك التي وسعت كل شيء، ولا تؤاخذنا على أخطائنا، فأنت الجواد الكريم، وصلى الله وسلم على نبيك الأمين.     

أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم، وإن شاء الله تكون ذكرى طيبة وكل عام وأنتم بخير.

حررت في 18/08/1443هـ، 21/03/2022م.   


[1] حلقة مسجلة فيديو خصيصاً لموقع منصة “أكاديميون الثقافية” وقامت ببثها في المنصة وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى في 08/09/1443هـ، 09/04/2022م.

همسة أبوية[1]

روى لِي الوالد حسين جستنيه -يرحمه الله- قصة في إحدى الجلسات الخاصة معه قائلاً، [“تقدمت السن بأحدهم، كان له ابن بار به يسهر على راحته والعناية به وحمله ونظافته وغسله وتطيره وتلبية كل متطلباته، وذات يوم أراد الابن مداعبة والده فقال له، يا أبي الآن أصبحنا متساويين، فقال الأب كيف يا بُنَيَّ! فقال الابن، راعيتني وحفظتني وحملتني وربيتني وطهرتني وقدم لي كل ما أطلبه عندما كُنْتُ طفلاً حتى أصبحت رجلاً، والآن أنا أقوم بنفس الدور فتساوينا، تبسم الأب ابتسامة عريضة وقال، لكنك يا بني نسيت أهم شيء في المقارنة، فقال الابن وما تلك! فقال الأب، أنا كُنْتُ أخاف عليك من لفحة الهواء، وأفعل كل شيء لتنميتك وتطويرك، وأتمنى أن تكون أفضل مني، وهذا ما لا يتمناه أحد لغيره إلا الأب، وأبذل قصارى جهدي لتحظى بحياة سعيدة وسيرة حسنة وذكرى طيبة، وأن يطول عمرك في طاعة الله تعالى، أما أنت!! فماذا تتمنى لي! تسأل نفسك مراراً وتكراراً، ترى متى أستريح من هذا العناء!!! وأردف الوالد قائلاً ولأمك ثلاثة أضعاف ما لأبيك فلا تغرك الحياة يا بني فتخسر الدنيا والآخرة”، فبكى الابن وطأطأ رأسه وقَبَّلَ يدي والده وقدميه وطلب منه العفو والسماح]. انتهى.

تمعن يا أخي في هذه الحكاية وافهم معناها، واعمل بمقتضاها، وحقق مرتجاها قبل أن يمضي بك الزمان وأنت لاهٍ عنهما، منشغل أو متشاغل بأمور الدنيا، أو مغرور بحياتك الخاصة حتى لا تخسر الدارين. هكذا كان السلف الصالح قدوة حسنة لأبنائهم، ومدرسة متنوعة المناهج، متعددة المراحل. ترى! هل نحن كذلك! أو هل لا يزال هذا النمط من الآباء يعيش بهذه المبادئ في هذا العصر الذي أصبحت فيه المادة العنصر المسيطر على كل شيء، والطريق للوصول لأي شيء! نسأل الله اللطف والسلامة.

اللهم بحق اسمك الأعظم، وحرمة بيتك الحرام، وفضل شهر القرآن المبين، ارحمهما كما ربيانا صغيراً وتجاوز عنهم وعنا وعن وجميع المسلمين، وأكرمنا وإياهم أجمعين بما أنت أهل له يا رب العالمين، والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين إلى الدين. 


[1] منقولة من المجلد الثاني من “مجموعة التراجم التحليلية التداخلية المشتركة” إبراهيم حسين جستنيه، تحت المراجعة. تذكرتها خلال المراجعة، أعجبتني فأحببت أن تشاركوني الأجر والثواب.

همسة “إذا عُرف السبب”

قرأت مقالة الأستاذ عبده خال في صحيفة عكاظ الإلكترونية في 27/04/1440هـ 03/01/2019م، بعنوان [خِيرة الله عليك يا حمود «بطّل»]، ولم أستطع كتابة المداخلة عليها في الصحيفة، فقررت إرسالها له مباشرة، لكن عدم معرفتي برقم هاتفه، وعدم وجود وسيلة للتواصل معه أجل إرسالها، فأضفتها مباشرة لكتابي “همسات” -أعانني الله تعالى على إعداده- قبل أن تضيع مني الكلمات، وسأحاول إرسالها له بمشيئة الله، إن تمكنت.

        أخي الكريم عبده خال، لك مني جزيل الشكر والتقدير،

أولا: لاهتمامك الشخصي وعلاقتك الوثيقة ومعرفتك الخاصة بالدكتور حمود علي أبو طالب.

ثانياً: على غيرتك الشديدة على عدم ضياع أو اندثار ما لدية من معلومات ووثائق تاريخية مهمة لا تزال في طي النسيان أو عالم الكِتمان.

ثالثاً: على التنويه عن تواجدها وخطورة نتائج إهمالها.

رابعاً: حرصك الشخصي الشديد على إيجاد وسيلة لحفظ تلك الوثائق وتدوين المعلومات في سجلات توثيقية.

خامساً: طرح فكرتك للمناقشة، تهدف لضبط مَكْمَن تلك المعلومات والوثائق وحثه على توثيقها، كونها حق مشاع للتاريخ وللأجيال الحاضرة واللاحقة.

        معذرة لأنني لا أؤيد هذه الفكرة التي طرحتها “اختطافه” أو -إكراهه إن صح التعبير-على عمل شيء لا نعرف سبب عدم رغبته فيه حالياً على الأقل، إذ قد تؤدي هذه الخطوة لنتيجة عكسية، وقد تخسر العلاقة الوثيقة بينكما، وهو ما لا نحبه ولا نتمناه.

أرى إذا تسمح لي، أن يكون للعلاقة القوية التي تربطكما دور إيجابي أخوي شديد، يبدأ من:

أولا: معرفة الدوافع الرئيسية أو الحقيقية لحالات السفر التي أشرت إليها ورغبته الكامنة في الابتعاد عن محيط أو جو معين.

ثانيا: معرفة أو التعرف على نتائج رحلاته تلك ووجهاتها وحصيلة ثمراتها، خارج النطاق العام أو المعروف لكم، فقد تكون لها جدوى غير ظاهرة تستحق إعادة النظر في وجهة نظرك وتساهم في إمكانية إقناعه أو التفاهم معه لتوفير شيء من الوقت لتدوين وتوثيق ما لديه من علم ومعلومات ومعرفة ورثها أو تعلمها، أو تجزئة توثيقها، أو إسنادها لمن يوثقها تحت إشرافه ومتابعته “فإذا عُرف السبب، بَطُلَ العجب”.

لقد عانيت الأمرين في جمع معلومات على مدى ثمانية وعشرين عاما لتدوينها في كتاب “رجل المهمات الصعبة” والذي صدرت أخيرا طبعته الأولى قبل شهرين، ولا أزال أعاني الأمرين والألم لعجز المعلومات لاستكمال كتاب “آل جستنيه وإخوتهم”، ولا زلت أدون وأوثق معلومات أخرى ستضمنها كتاب جديد بمشيئة الله قريباً.

لعل لهذه الكلمات صداً أخوي لدى الدكتور حمود بن علي أبو طالب، والأستاذ عبده خال، وبقية الأحباب لتتظافر الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة، وتوثيق المعلومات والوثائق المدسوسة.

معذرة على المداخلة. أطيب تمنياتي.  حرر في 27/04/1440هـ، 03/01/2019م.

همسة “النادي الجامعي”

كتبت في مقالات سابقة عن بعض الأنشطة المدرسية الثقافية المختلفة، “همسة عن ثلاثية الشخصية” و “همسة عن بعض الأنشطة“. وبينت مدى الحاجة الماسة لها للطلاب والطالبات حتى نهاية المرحلة الثانوية.

موضوع اليوم عن “النادي الجامعي” لجميع الكليات وما يمكنه أن يقوم به من دور فاعل في مجالات شتى، خاصة إذا تحقق حلم الأنشطة في المراحل الدراسية السابقة، والتي أشرت إليها أعلاه.

كان في أيامنا عدد الجامعات في المملكة اثنتان (كلية الشريعة ومعهد المعلمين في مكة المكرمة وجامعة الملك سعود في الرياض) ورغم ذلك كانت تتبارز علمياً وثقافياً. كانت هناك مسارح وحفلات أسبوعية وسنوية، وشهادات تقدير وهدايا رمزية تشجيعية، ورحلات طلابية جامعية متنوعة الأهداف، وأندية ثقافية متعددة التخصصات، ورياضية متنوعة، ومنافسات بريئة على البطولة وغيرها.

 أخذ عدد الجامعات يزداد وتتوسع في التخصصات حتى أصبح لدينا أكثر من ثلاثين جامعة في المملكة محرومة -يا لطيف- من معظم الثقافات وما جد عليها من معلومات، والتي يفترض أن تكون هي منبعها، ولا يزال كثير من خريجيها غير ملائمين لمسيرة التنمية المستدامة، تمتلك كل منها مساحات شاسعة من الأراضي دون الاستفادة منها، رغم أن هناك العديد من وسائل الاستفادة منها مادياً ومعنوياً وثقافياً ومجتمعيا.

عدد طلاب كل جامعة قد يفوق المائة ألف طالب وطالبة (100,000) وعدد أعضاء هيئة التدريس والإداريين وبقية العاملين أيضا آلاف أخرى، ولذلك يطلق على مجمعها المدينة الجامعية، لكنها الخالية من مقومات الحياة الاجتماعية والثقافية لعدم توفر مقومات الثقافة الحقيقية والاكتفاء بالتعليم النمطي، أو التلقين، وما أن ينتهي العام الدراسي حتى يتبخر ما قد كان من معلومات.

معظم المحاضرات تسبقها أو تليها ساعات فراغ تضيع هدراً على الطلاب والطالبات، وتخسر فيها الجامعة الكثير، وما قد يوجد من بعض تلك الأنشطة في بعض الجامعات لا يحقق الأهداف المنشودة ولا يواكب عصر التطورات التكنولوجية الحديثة.

لو فكرت الجامعة في إنشاء “النادي الجامعي” داخل الحرم الجامعي بإحدى الطرق الحديثة للاستثمار والمزودة بكل المتطلبات، أو بأغلبها على الأقل لحصدت الكثير جداً، منها على سبيل المثال، توثيق العلاقة بين الجامعة وجميع منسوبيها والمنتسبين إليها، والقدرة على مزيد من العناية بجيل المستقبل، والدور الكبير في سد الفجوة بين الطلبة والطالبات والأساتذة ضمن الضوابط الشرعية وتحويل علاقتهم لعلاقة أبوية بدلا من حالها الحزين، والاستفادة من الخبرات العلمية والثقافية والمجتمعية، وتشجع الأساتذة على قضاء أكبر وقت في النادي، وإتاحة الفرصة للطلبة لمناقشتهم وفهم ما يغفل عنهم من المعلومات، وسيساهم كثيراً في الاستفادة من الأوقات المهدرة بين المحاضرات فيما لا جدوى منه، وسيحافظ على المستوى التعليمي والأخلاقي، ويفتح المجال للعديد من الأنشطة الثقافية المختلفة، واتساع مجال المنافسات البريئة، والمسابقات المحلية والدولية، وحصد الميداليات العالمية، ولأثمرت جيلاً أكثر علماً، وأوسع ثقافة، وأفضل أخلاقاً، وأَعَمَّ إبداعاً، وأشد تميزاً، يواكب برامج الرؤيا 2030م، ويسلك مسيرة التنمية المستدامة، ويصل للعالمية.

هل من أمل في تحقيق ذلك!! أتمنى أن أرى ذلك قريبا!!!

والله وَلِيُّ التوفيق.

حرر في 15/07/1443هـ، 16/02/2022م.


 [IJ1]

همسة “عن تطورات طرق حل الخلافات وفض المنازعات[1] (1)”

نسير اليوم في تعايش اقتصادي متناغم بسبب تلك التطورات المتلاحقة التي تتطلب التطوير الفكري والتنظيمي والإداري، فالمحاكم المتخصصة للقضايا المستحدثة والمتنوعة ستوفر عائداً اقتصادياً كبيراً لا ينحصر في الجانب المالي فقط، بل ستتعاظم معه هيبة القضائيان العام والخاص وستزداد الثقة بهما، ناهيك عن عامل الزمن وتوفير الكثير من الجهد لحسم كثير من تلك القضايا الاقتصادية العالقة والشائكة في دهاليز القضاء العام.

        الاستثمارات بكل أنواعها واختلاف درجاتها تمثل كماً كبيراً وكيفاً عظيماً ونظرة واسعة بأساليب متعددة تحقق الأمن والسلامة والعدل والعدالة والمساواة لجميع الأطراف التعاقدية.

        الصلح والتوفيق والتحكيم، أحد وسائل التعامل المدني في المجتمع القديم في العصر الجاهلي، وهو قضاء خاص. القضاة والمحكمون فيه ليسوا تابعين للسلطة القضائية بالدولة، ويحق لأطراف النزاع اختيارهم أو عدم قبولهم. أقر الكثير من قواعده وقوانينه الدين الإسلامي في عدة آيات منها، قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} الآية (58) النساء، وقوله تعالى {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرا} الآية (128) النساء. وقوله تعالى {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} الآية (10) الحجرات، دون تفرقة ولا قبلية ولا طبقية، وطبقه الكثير في المجتمع الحديث وخاصة العربي، إذ لا يزال ساري المفعول والتفاعل في كثير من القضايا والخلافات وخاصة الأسرية والقبلية، والتجارية أحياناً عن طريق حكماء أو وجهاء الناس الموثوق بأمانتهم وعدلهم وحكمتهم، وفقاً للقواعد والأعراف شبه المتشابهة، مع بعض الاختلافات في العادات والتقاليد المتبعة في كل مجتمع.

        التطورات المتلاحقة على المجتمعات الدولية وكثرة التخصصات وتنوع الأعمال أدى للكثير من القضايا المتشعبة، وأقحم القضاء العام -السلطة القضائية المرتبطة بالدولة- في كثير من الهموم والمسؤوليات، وأطال دهاليز المحاكم العامة، فبرزت الحاجة الملحة للعودة للطرق القديمة في حسم الخلافات وفض المنازعات وإدخال التطورات المناسبة عليها لتتوافق مع عصرها، فبدأت عمليات تطوير للقواعد وتنظيم الأسس وتوثيق الخلافات والقضايا وحفظها في سجلات خاصة وتطوير بنودها ومفاهيمها لتواكب العصر.

حظيت التطورات الحديثة لطرق حل الخلافات وفض المنازعات مكانة عالية وموقعاً بارزاً في الفكر القانوني والاقتصادي على المستوى العالمي، وما يشهده العالم منذ ما يزيد عن نصف قرن من حراك فقهي وتشريعي شرعي وقانوني لتنظيم تلك التطورات ضمن اطار ملاءم وأدوات فاعلة تحقق العدالة وتصون حقوق جميع الأطراف على حد سواء حتى أضحت أمراً ملحاً لتلبية متطلبات الكثير من الأعمال الحديثة التي لم تعد المحاكم العامة قادرة على التصدي لها بشكل منفرد.

        الصلح والتوفيق والتحكيم قضاء خاص يستمد صلاحياته من موافقة أطراف النزاع عليه وفقاً للشروط الأساسية والقواعد العامة المتعارف عليها، وهي النزاهة والعدالة والمساواة والأمانة وما يندرج تحتها من شروط وإجراءات تكميلية، وهو قضاء نافذ عالمياً في كثير من دول العالم وبعض الدول العربية، وله مؤسسات خاصة غير حكومية، تُقِرُّه كثير من الدول وتساهم في تنفيذه بالقوة الجبرية إذا تطلب الأمر ذلك وفقاً للاتفاقيات الدولية والإقليمية.

        نشر ثقافة الصلح والتوفيق والتحكيم في المجتمع وتطبيق قواعده وأسسه في العقود الخاصة والالتزامات العامة يساهم في التغلب على الكثير من الخلافات، ويوضح العديد من النقاط المتفاوتة المفاهيم محلياً أو دولياً وفقاً للنظام المتفق عليه ونظام الدولتين التي يجري فيها التحكيم أو تنفيذه.  

        أقسام التوفيق والتحكيم الرئيسية تتضمن الأُسري والطبي والتجاري بكل تخصصاته، والهندسي والفني بشتى مجالاته، ولكل منهم قوانين خاصة ولوائح متجددة وأعراف مختلفة، ومحكمين متخصصين على مستوً عال من الخبرة والكفاءة العلمية والمهنية.

        التوفيق والتحكيم عدة أنواع، له أقسام رئيسية وفرعية، وله العديد من المزايا والدوافع لاستخدامه واللجوء إليه عوضاً عن القضاء العام، ويحتاج لخبرة واسعة ومعلومات كثيرة وكفاءة عالية، وحكمة جيدة وحنكة ممتازة، خاصة إذا كانت القضية كبيرة، أو أوجه الخلاف والنزاع فيها متشعبة.

        الهدف من إنشاء مركز أو مقر خاص يرعى تلك التطورات لفصل الخلافات وفض المنازعات بطريقة تتناسب مع الأنظمة القضائية والقواعد القانونية وتستفيد من الأعراف والتقاليد المتعارف عليها وفق أسس بينة ومفاهيم واضحة، وجمع الكفاءات والخبرات المتخصصة في مجالات متعددة تحت مظلة واحدة، والمساهمة في مساعدة القضاء العام بالقضاء الخاص، وتخفيف الضغط عنه، وتيسير الأمور على المتنازعين، وحسم المنازعات مهما كبر حجمها أو تشعبت تخصصاتها في زمن قياسي، بكفاءة عالية، وقناعة تامة.

        يعتبر دار القرار (مركز التحكيم التجاري لدول الخليج العربية) أحد هذه المراكز المهمة التي أنشئت من أجل ذلك، ويختص المركز بالنظر في المنازعات التجارية بين مواطني دول مجلس التعاون، أو بينهم وبين الغير، سواءُ كانوا أشخاصاً طبيعيين أو معتبرين في المنازعات التجارية الناشئة عن تنفيذ أحكام الاتفاقية الاقتصادية والقرارات الصادرة تنفيذا له، إذا اتفق الطرفان كتابة في العقد، أو في اتفاق لاحق على التحكيم في إطار المركز.

        نلتقي إن شاء الله في مقال آخر لنكمل فيه ما بدأناه[1].       

ملاحظات:

  1. تم نشر نص هذا المقال عام 1434هـ، 2013م.
  2. سبق نشر معلومات إضافية عن القضاء الخاص في مقالة سابقة عام 2009م، تحت عنوان “اتقان الوسائل البديلة” وهي موجودة في الموقع. 
  3. من الممكن استكمال البحث والكتابة في هذا البحث.
  4. من يرغب في التفاصيل يمكنه الرجوع لمطبوعاتي الثلاثة من “موسوعة القضاء والتحكيم” أو الكتب المماثلة أو المختصين. 

[1] لم يتم مواصلة التدوين في المجلة لهذا البحث. 


[1] تم نشرها في مجلة الغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة العدد (18) مارس 2013م، ربيع الثاني 1434ه، صفحة (42).

همسة سرور وسعادة

اطلعت على صحيفة الرياض بتاريخ 11/02/1443هـ، 18 سبتمبر 2021م، تحت عنوان “المنتديات الأدبية، نشر الثقافة والمعرفة” إعداد الأخ حمود الضويحي، وعلى مقالات أخرى متعددة في صحف أخرى أيضاً، حول المكتبات الخاصة والعامة والأندية الأدبية والثقافية القديمة.

        أفلجت صدي كثيراً تلك المعلومات القيمة والموثقة بالصور القديمة عن دور المكتبات العامة والأندية الثقافية والأدبية التي كانت سائدة منذ القدم وخلال الحكم السعودي “المملكة العربية السعودية” وما قامت به تلك المكتبات والأندية من دور فاعل في التطور الفكري والمجتمعي والاجتماعي. أعجبت جداً بتدوين تلك المعلومات ونشرها لأمثالي، لنعرف ونتعلم ونستفيد، ونستطيع أن نواصل موروثنا العلمي والثقافي العتيق بكل فخر واعتزاز، رغم أنني لست بالكاتب البارع، ولا بالأديب المتخصص، ولا الفيلسوف الماهر، وإنما أنا مجرد قارئ عادي جداً وباحث في مجالات مختلفة بمنهجية وأفكار قد تكون خاصة، تميل للأسلوب العلمي الثقافي المخضرم والممزوج بالقليل من الأسلوب الأدبي والتصور المهني الهندسي.

        كذلك سررت جداً بما قرأته وأعرفه أيضاً عن وجود العديد من الإخوة الكرام في عدة مدن بالمملكة لا يزالوا يمتلكوا مكتبات قيمة المعنى، عظيمة المعلومات، واسعة العلم، متسعة المعرفة جاهزة للترحيب بطلاب العلم والباحثين، مجهزة بإمكانيات فردية متواضعة مشكورة ومحبذة، وأطمع أن تكون هناك وسيلة للتواصل المباشر معهم لمن يرغب.

        كل هؤلاء الأحبة، أناشدهم بأول أية نزلت في كتاب الله المبين “اقرأ باسم ربك الذي خلق” أن يحافظوا على هذه الثروة العلمية الثمينة، والتاريخ المجيد، وعدم التفريط بهما، وأن يضعوا لها قاعدة عامة للمحافظة عليها بعد عمر طويل وحياة ملئها السعادة والهناء في طاعة الله سبحانه وتعالى ومحبة رسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، والتوصية مثلاً بوضعها في مجمع المكتبات العامة على ضوء ما أشرت إليه في مقالتي السابقة تحت عنوان “همسة طلب إنقاذ” في موقعي الإلكتروني الخاص[1] وما سبقها وما تلاها من مقالات في نفس المجال، واشير إليهم في أحد مجلدات مطبوعاتي من “مجموعة التراجم التحليلية التداخلية المشتركة[2]، والمشتملة على ترجمة عن بعضٍ من جوانب حياتي مصحوبة بالعديد من التراجم لبعض العلماء والفقهاء والشخصيات السابقة التي عاصرتها وتعلمت منها الكثير، لتكون لهم أجراً مستمراً وثواباً دائماً، وعلماً نافعا إلى يوم القيامة.

        معذرة أيها القارئ الكريم، فأنا لا اتقمص دور الموجه أو المرشد أو الحكيم في أي مجال ولا تخصص، فلكل إنسان ثقافته وميوله وعاداته وطباعه وصفاته وأسلوبه ومفهومة الخاص في الحياة، وفيما يتعلق بمكتبه ومكتبته الخاصة وتنظيمها والعمل على الاستفادة منها الاستفادة القصوى، حسب ظروفه وإمكانياته الخاصة، وما أعرضه أو أقدمه طي مقالاتي أو مداخلاتي على بعض المقالات أو الكتب، ليست سوى فكرة بدائية جالت خيالي، أو استنبطتها من واقع الحياة العملية، أو مقترح أولي قابل للبحث والتطوير ليساهم في تحقيق الأهداف المنشودة من تواجد هذه الثروات العظيمة والمعلومات القيمة المنسية أو المهملة أو المهدرة.              

        كم أتمنى أن يتحقق جمع هذه المكتبات العائلية بعد عمر طويل لأصحابها ووضع تنظيم خاص لها من قبل أصحابها أو ورثتها أو من يمثلهم بالتشاور مع أهل العلم والمعرفة بمثل هذه الأمور، تنظيم يختلف عن النظام الوقفي، وذلك بالتعاون المشترك والمحبة المتبادلة بين المعنيين والمهتمين والموفقين لفعل الخير والعطاء، يضمن حفظها والمحافظة على محتوياتها والاستفادة منها، على منوال ما سبق ذكره مثلاً، وإحياء الدور الفعي للمكتبات الورقية وخاصة القديمة منها، ولا مانع من نسخها إلكترونياً أيضا ليسهل الاستفادة منها على المستوى العالمي.                والله على ما نقول وكيل.

حررت في 04/07/1443هـ، 05،02/2022م.

ملحوظة: يمكن التعليق على المقالات والتجول في الموقع.


[1] www.ibrahimhj.com  يمكن إضافة تعليق وقراءة التعليقات على المقالات

[2] لا تزال تحت المراجعة قبل إذن الطباعة

همسة عن بعض الأنشطة

اطلعت على عدة مقالات في صحيفة الرياض عن موضوع “تفعيل دور المسرح المدرسي” منها مقاله للأستاذ ناصر بن محمد العمري، تحت عنوان “هندسة مستقبل الأجيال بالتربية المسرحية” بتاريخ 26 جمادي الثاني 1443هـ، 23 يناير 2022م.

للنشاط الثقافي المتنوع بشكل عام (الإذاعة المدرسية، والمسرح، والقراءة، وصحيفة الحائط، والكتابة، والتمثيل، والخطابة، وكتابة القصص القصيرة، والمساجلة الشعرية، وأنواع الرياضة، وغيرها) في المدارس في عصرنا القديم قبل أكثر من نصف قرن، دور كبير في تخريج العديد من متنوعي الثقافات والفكر ورجال الدولة والمال والاقتصاد، ولا تزال مؤلفات بعضهم مراجع تاريخية عظيمة. لم تكن تلك الأنشطة ضمن المناهج التعليمية، بل كانت في أوقات خارجة عن الحصص الدراسية بترغيب المدرسين وتشجيعهم المتواصل على حب التعلم واقتناء المعرفة، حتى يستطيع كل طالب اختيار المجال الذي يحبه من تلك الأنشطة وليس المفروض عليه، ويستطيع الاستفادة من أوقات فراغه في أشياء مفيدة بدلا من هدرها فيما لا فائدة منه.

ركزت غالبية المقالات التي اطلعت عليها على المسرح والموسيقى ونسيت بقية الأنشطة الأخرى المفيدة أيضاً والمهمة، وجعلتها دراسة إجبارية وحصص دراسية، وهذا يعني خفض عدد حصص المواد التعليمية، أو زيادة عدد الحصص اليومية الدراسية، وفرض الأمر الواقع، وعدم اتاحة الفرصة للراغبين في الإذاعة أو التمثيل أو الكتابة أو السباحة أو غيرها من الأنشطة الأخرى، فليس كل الطلاب من هواة المسرح أو الموسيقى، وهو شيء طبيعي.   

إعادة تفعيل تلك الأنشطة بكل أشكالها ومسمياتها وتطورات قواعدها وأساليبها أصبح شيء ضروري ومهم جداً في العصر الحاضر للذكور والإناث على اختلاف أعمارهم، يتنوع حتى يثمر لنا فئات فكرية وإبداعية متعددة وليست قاصرة على المسرح والموسيقى، بل يمكننا أن نساهم بفرق متعددة الأنشطة في المناسبات المحلية والدولية، ونشارك في البطولات العالمية، ونساهم في بناء مجتمع متكامل العناصر، متكاتف الأيدي، متحد القلوب، تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله” ونحقق الرؤيا 2030م، ونواكب مسيرة التنمية المستدامة.

أذكر أنني طرحت فكرة في مقال آخر تحت عنوان “همسة عن ثلاثية الشخصية” بموقعي بتاريخ 23/04/1443هـ، أتمنى أن تتظافر جهود الجهات ذات العلاقة وتسعى للدراسة الجدية للفكرتين والوصول لنتائج تحقق المصلحة العامة وتساهم في بناء مجتمع قوي العقيدة، قدوة صالحة، تُضرب به الامثال الحسنة، قائد في المسيرة، متميز في العمل، مبدع في الإنتاج. والله وَلِيُّ التوفيق.

حرر في 08/07/1443هـ، 09/02/2022م.


 [IJ1]