إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة بين أحضان معشوقتي

معشوقتي، كثر هم عشاقها، عشقها مباح، وحبها ميزة، والترنم بعشقها فضيلة. تحدث عنها العلماء والفقهاء في مجالسهم، وكتب عن فضلها وفضائلها الكتاب والباحثين، وأبدع في وصفها العشاق والشعراء. يتبارز العشاق في عشقها، ويتفانون في خدمتها، والترحيب بزوارها وضيوفها. تجذب الأفئدة بجلال موقعها، وتخطف القلوب بجمال روحها، لا أحد يملك عشقها منفرداً، تخطف الانظار، وتسلب الألباب، تتهافت لقربها الأرواح والأجسام. نعيش بين أحضانها في سعادة روحية وطُمأنينة نفسية، نستنشق فيها عبير الجنان، ونتمتع برؤية البيت الحرام، ونحلم بما لا يمكن حتى في الأحلام ولا يجول في الخيال، مائها شفاء بحكم القرآن، وحرمها آمن بنص البيان، وحرمتها قائمة إلى يوم البعث بأمر الملك الديان. كلمة عشقها لا تفي شيئاً مما في أعماق الفؤاد من هيام بها وحنين وشوق لها والنوم بين أحضانها، فكيف بي وأنا أقف على أعتابها ولا أستطيع النوم بين ذراعيها الحنونتين، والإحساس بلمساتها الدافئة، وقبلاتها الساحرة. لا يعشقها إلا سعيد الحظ، ولا يجاورها إلا محبوب، حتى وإن أخطأ، ولسنا بمعصومين.

هي أحب بلاد الله سبحانه وتعالى إليه، فيها البيت الحرام، وهي محبوبة حبيبه سيد الأكوان عليه أفضل الصلاة والسلام، هي أم القرى، حاضنة السيدة هاجر وابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وموطئ ولادة المصطفي خير الأنام، وقبلة المسلمين جميعاً، وموقع الركن الخامس من الإسلام. هي معشوقتي ولدت على ثراها، وارتويت بما زمزمها، أظلتني سماؤها، وتنعمت بالكثير من كرمها وميزاتها ومميزاتها، ونلت بعضاً من فضائلها، وتخلقت بشيء مما ينبغي أن يكون لعشاقها، أتمنى أن يُنْعِمَ المولى عليَّ بالمزيد من عشقها، والعيش بين أحضانها، والتمتع بنعم الله الجزيلة بها، وحسن الشكر والثناء، والموت على أرضها، والمقبرة في ثراها بجوار سيدة العالمين رضي الله عنها.   

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ ديسمبر 2020,4

همسة مقبرة السيدة خديجة

الكاتب لهذه السطور عضو في مجلس حارات مكة المكرمة التنسيقي، وعضو في المجلس الاستشاري لحارات مكة المكرمة، وعضو في مجموعة البيوتات والعوائل المكية التي أنشأها المهندس محمد آل زيد جزاه الله كل خير، وتضم العديد من أبناء وبنات مكة المكرمة ومحبيها، وكثير منهم على مستوً عالٍ من العلم والثقافة والخبرة والمعرفة والمعلومات، وبها مهتمين بالتاريخ الملكي.

       طُرِح نقاش في موقع مجموعة البيوتات حول المقابر، أخذ البعض يشكك في صحة الموقع المعروف منذ قرون لقبر السيدة خديجة رضي الله عنها ومطالباً بدليل من القرآن أو السنة. لم أعلق لأنني لست متخصص، لكن خلال مواصلتي البحث والتدقيق للتدوين في مسودة إحدى مطبوعاتي، وجدت صورة من أحد المراجع التركية عن مقبرة المعلاة تبدوا فيها قباب مقبرة السيدة خديجة وغيرها من الصحابة فأرسلتها للمجموعة، وهنا بدأ نوع من الهجوم والقول بأن مكان هذا القبر “مزعوم ولا أساس له من الصحة”، وهذا شيء محزن ومخجل جداً ومؤلم كثيراً، خاصة عندما يصدر من أحد أبناء أو بنات مكة المكرمة أو سكانها.    

صورة من أرشيف الصور، لمقبرة المعلاة من أحد المراجع التركية قبل العهد السعودي، وتظهر فيه قباب مقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها. تحياتي. المستشار إبراهيم حسين جستنيه

الجميع يعلم أنه مرت فترات زمنية على المملكة ظهرت خلالها فئات من الناس نَصَّبَتْ نفسها عَمادة الإسلام، كفرت كل من يخالفها، ولم تدع شيئاً تقريباً إلا حرمته، أو جعلته كفراً أو شركاً بالله، أو بدعة وضلالة في النار، وغيرت الكثير من عقول الشباب والفتيات بدعوى منسوبة للإسلام وهو بريء منها. كما أن إحدى تلك الفئات تمكنت من إعادة طباعة بعض الكتب وحذف مالا يعجبها فيها، وإضافة ما يتوافق مع هواها وقامت بتوزيعها مجاناً على كل من هب ودب، لتنشر أفكارها وتشكك الناس في المعلومات السابقة، ومنعت الناس والحجاج من الوقوف والسلام على السيدة رضي الله عنها ووضعت عضواً منها يحول دون وقوف أو تواجد الزائرين لها، كما منعوا زيارة غاري حراء وثور ووضعوا حوله حراسة للحيلولة دون الوصول إليه، مما أتاح الفرصة لبعض المرتزقة من جنسيات مختلفة بالقيام بأمور سيئة للغاية. هذه الفئات من الناس فعلت أفعال كثيرة يندى لها الجبن، لسنا بصدد ذكرها.

سنبدأ البحث في موضوع مقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها بخطوات تحليلية بسيطة ومتتابعة حتى نصل للنتيجة، دون نقل المداخلة التي حدثت في المجموعة لعدم الإطالة.   

توفت السيدة خديجة رضي الله عنها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل الهجرة، جميع الصحابة والتابعين يعرفون قبرها، وكذلك تابعي التابعين ومن تلاهم توارثاً عن أسلافهم من الصحابة. محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة لا يجهلها كافر، ولا ينكرها جاهل، فما حال الآخرين!

توالت العصور منذ بداية عصر الخلفاء الراشدين إلى نهاية العصر العثماني (11-1341هـ) مع كل من كان خلال تلك القرون والفترات الزمنية من صحابة وعلماء وفقهاء والأئمة الأربعة والتابعين وتابعيهم وأحفادهم، والقاعدة العامة “عدم النفي أو عدم الإنكار إثبات” دون أن يوجد من يشكك في الموقع الحالي لمقبرة السيدة الجليلة خديجة رضي الله عنها، وتوالت كتب التاريخ وبعض البحوث العلمية مؤكدة الموقع الحالي لقبرها.

لم استسغ هذا التشكيك، بل آلمني جداً، وأخافتني كثيراً توقعات ردود فعله بين المسلمين والأجيال القادمة، فقررت البحث والتقصي رغم أنه ليس مجال تخصصي، لكن طلب العلم ليس له حدود، فوجدت بحث طويل في صفحة (256-263) من المجلد (6) الطبعة (3) 1425هـ، في كتاب { التاريخ القويم لمكة بيت الله الكريم} للشيخ محمد طاهر الكردي المكي، خلاصته [الاتفاق على وجود قبرها رضي الله عنها في مقبرة المعلاة، لكن تحديد موضع القبر به خلاف لاختلاف توجهات بعض من حكام مكة المكرمة، وهدم القباب أو نقل المعالم واللوحات الإرشادية التي كانت موجودة سابقاً على معظم القبور بالمعلاة لأكثر من مرة نتيجة بعض المعتقدات أو لظروف وجهل بعض القبرجية، وأن الدعاء أو السلام عليها ليس مرتبطاً بحال القبر، بل يصلها ويصل كل المسلمين بمشيئة الله تعالى أينما دفنوا، بالإضافة للفضائل لمن دفن بمكة، وخاصة بالمعلاة].

الأشخاص هم الذين يكتبون التاريخ ويتناقلون المعلومات، وقد تخضع كتاباتهم له للظروف المحيطة بكل منهم، وقلما تكون حرة، وقد تكون هذه المبررات وليدة الظروف كما أشار إليها كاتبها ضمنياً، لأن العالم كله لم ينكر أو يشكك في الموضع الحالي لقبرها رضي الله عنها حتى نهاية الحكم العثماني وبداية الحكم السعودي أيضاً. كما قرأت ما ورد بصفحة (238-239)، (246-247) من البحث الجامعي للدكتور سامح إبراهيم عبد العزيز الذي طبعه كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة 1435هـ، مؤكداً بأسانيده على الموضع الحالي لقبر السيدة خديجة رضي الله عنها، ولا يزال العالم الإسلامي يُقِرُّ بالموقع الحالي ويزورها فيه الأحفاد والمحبين. لم يكن هناك أي خلاف أو شك على موضع القبر المعروف حتى الآن لسيدة نساء العالمين رضي الله عنها بالمعلاة في مكة المكرمة. نحن الآن في عام 1443هـ، فهل من ولد بعد كل أولئك الصحابة والتابعين وتابعيهم والعلماء والفقهاء والأئمة الأربعة ومعرفة بعضهم قرب البعض الآخر أو انتسابه الشريف، يكون أكثر معرفةً أو فهماً أو علماً بموضِع القبر من كل تلك الأجيال خلال القرون السابقة! أم أن هناك فئة تريد تشويش العقول وبث الفتنة بين المسلمين وضياع الأجيال القادمة! أبعد كل هذه الوقائع والأحداث حاجة للتشكيك في موضع قبر السيدة خديجة رضي الله عنها، والمطالبة بالإثبات من القرآن والسنة! 

       بعد البحث والدراسة والتحليل وقراءة ما أمكنني من مراجع وكتب وأبحاث عن موضع قبر السيدة خديجة رضي الله عنها، وذكر الحيثيات المبينة أعلاه، وحيث أنني لم أجد أحداً فيما قرأت عن هذا الموضوع، قد وَثَّقَ أو بين أو أشار لمكان زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤكدة لقبرها رضي الله عنها بعد فتح مكة، وحيث أن أحداً لم يذكر شيئاً عن زيارتها من قبل الصحابة أو التابعين، أو تابعيهم، ولم ينكر أو يُشَكِّكْ في الموقع الحالي الذي تُزار فيه منذ قرون، وحيث لا يوجد ما يشير لاحتمال خلاف حول موضع القبر على مر قرون سابقة، وحيث أننا توارثنا هذه المعلومة ونعرف هذا الموضع عن أسلافنا منذ قرون مضت، وحيث أنه لا يوجد ما يجزم بعدم صحة موضع قبرها، وحيث أن الأمر مجرد احتمالات مبنية على ظروف متقلبة باعتقادات خاطئة خلال فترة قصيرة معينة غيرت الظروف توجهها ظاهرياً على الأقل، وحيث أن التشكيك في الموضع الحالي لقبرها قد يتسبب في فتنة كبيرة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم لا تحمد عقباها، فللحيثيات المشار إليها، أرجح، بل أؤكد تأييد موضع القبر الحالي للسيدة خديجة رضي الله عنها بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة والمعروف منذ قرون. والله أعلم.

عفواً أخي القارئ الكريم، فأنا لست بكاتبٍ ٍبارعٍ، ولا محدثٍ ماهرٍ، ولا مؤرخٍ متخصصٍ، بل أنا مجرد طالب علم مبتدئ، أو باحث في أول الطريق، وهذا مجرد اجتهاد شخصي مبني على حقائق واقعية واعترافات جماعية لقرون عديدة سابقة لزماننا، فمن وجهة نظري، أن العلم قراءة بالعقل، وفهم بالوعي، ودراسة للحقائق، وتحليل بالمنطق، وإدراك بالأحاسيس، ومعرفة بالمشاعر، واستنباط بالفكر، ومراجعة بالاستدراك، ونتيجة بالواقع، وليس العلم قراءة سطحية، أو حفظ وترديد لما يقال أو لما يخطر على البال في غفوة الزمان وكثرة القليل والقال، أو يكتب أو يُمْلا كما يفعل الكثير في عصر الجهل الذاتي والفراغ الذهني، وبلبلة الأفكار، وتضارب الفتاوى. نسأل الله العافية والسلامة وحسن الشكر والعفو، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,2

همسة ليل الكهرباء

مداخلة على مقالة الأستاذ حسين باصي بصحيفة مكة ليوم الإثنين 16 أغسطس 2021م، 8/1/1443هـ، بخصوص “استخدام الكهرباء في الليل” موقع التويتر محدود المساحة، فكتبت في عجالة التالي:

استخدام الكهرباء في الليل، يبدو انك نسيت أن إنارة الشوارع والميادين والطرقات تستخدم طاقة عالية جداً أثناء الليل رغم أن البعض منها تحول لوحات الليد، ومع ذلك لا تزال شركة الكهرباء عاجزة عن توفير الطاقة اللازمة، ونسيت الكشافات الضخمة التي تستخدمها الشركة على جميع المحطات الفرعية، كم كمية الطاقة التي تستهلكها مع أنه بالإمكان الاستغناء عنها بوسيلة أسهل وأقل تكلفة، ونسيت أن الليل للراحة والسكينة وليس للإزعاج بمكائن الغسيل وغيرها، ألا تكفي معاناة النهار وضجيج السيارات وصوت المكيفات.

يا أخي الكلام شيء نظري من الصعب تطبيقه، ومواكبة الحضارة والتطور وتحقيق الرؤيا 2030 يحتاج للكثير من الجهود والدعم المتنوع، والطاقة من أكبر العناصر المهمة لذلك، وهذا أحد أسباب التوجه لاستخدام الطاقة البديلة. أيضا لا تنسى تهالك الشبكة. حبذا لو تكلف نفسك بزيارة سريعة وخاطفة في الشوارع والحواري لتشاهد بأم عينيك حجم المخاطر والأضرار على الأرواح والممتلكات المتوقع حدوثها في أي لحظة بسبب الأخطاء الموجودة. الحديث ذو شجون عميقة الجراح بلا طبي متخصص.

المقارنة الواردة في المقالة غير عادلة، لعدم اكتمال عناصرها، كالبيئة وأثارها بشكل عام، والتذبذب الكبير في دجات الحرارة، ونوع الخدمة، والتعويض عن الخسائر عند انقطاع الكهرباء، وحق اختيار الشركة المزودة للطاقة، ووسائل الأمن والأمان والسلامة وغيرها، ومن الجانب الآخر، الفارق الشاسع في الخدمات التي تقدمها تلك الشركات بالنسبة لما لدينا، وأعمال الحفريات المتكررة لتوصيل التيار للمشترك، والأضرار الجانبية وتكاليفها الباهظة يتحملها المستهلك بطريقة غير مباشرة، مع أنه بالإمكان التغلب على الكثير منها إذا استخدمنا القواعد التأسيسية الصحيحة التي تتلاءم من بيئتنا كما يحدث في جميع دول العالم تمشياً مع مبدأ المقارنة التي تشير إليها في المقال، إلى غير ذلك من أسس قواعد المقارنة. وللمقارنة، تجد في كل ولاية أمريكية مثلاً أنظمة مختلفة عن بقية الولايات، وطريقة توصيل الطاقة ونظام استخدامها واسعارها مختلفة، رغم أنها دولة واحدة، فكيف تقارن بين دول لا تكاد تلتقي عند أي قاعدة من أسس المقارنة.

يا أخي، هناك عثرات كثيرة في الكهرباء، مع الأسف الشديد الكثير لا يريد أن يراها أو يسمع عنها، والبعض لا يريد أن يُكَتب أو يُشِير إليها من يعرفها، وإذا كتبت عنها يتم تجاهلها أو التبرير أو إحالتها لجهة الاختصاص قسم الأرشيف، في حين أن الهدف من الكتابة عنها ليس التشهير ولا الإضرار، وإنما الإصلاح وتلافي المخاطر وتجنب الكوارث لتكون المملكة قدوة يحتذى بها، على مبدأ الحكمة القائلة (رحم الله من أسدى إليَّ عيوبي) فمثلاً:

01-  لا يوجد خط التأريض الفاعل في شبكة التوصيل بين لوحدات التوزيع والتوصيل        للمستهلكين على اختلاف فئاتهم ومسمياتهم لضمان أداء مفعوله عند الحاجة، وهذا        يشكل خطورة كبيرة متعددة الجوانب على الطرفين، بينما يطالب المستهلك به       دون ضمان تفعيل استمراريته،       ومن العجيب جداً أن كود البناء الجديد الذي يجري تفعيل بنوده حالياً لم يتنبه لها ولا لضرورة الالتزام بضمان السلامة والأمان والأمن والجوانب الأخرى الخطرة في الكهرباء لدى الطرفين.

02-  قلما يكون توزيع الأحمال وفقاً للمعايير الفنية، والمستهلك مطالب به، ولهذا   مخاطر جمة على الطرفين.

03-  لا يوجد فحص واختبار التأريض والحيادي بشكل دوري ومنتظم لضمان     عملية الأمن والسلامة والوقاية من الكوارث والحرائق.

04-  يوجد تذبذب في الفولت واختلاف شدته في الأطوار الثلاثة مما ينتج عنه      مخاطر جسيمة وأضرار بالغة الخطورة.

05-  عدم استخدام القاطع الآلي الرباعي الأطوار وفقاً لمعايير الأمن والأمان والسلامة    التي يفرضها الواقع البيئي في المملكة لتلافي المخاطر.

06-  عدم ضبط القاطع الآلي الرئيسي الثلاثي الأطوار المستخدم حالياً على الحساسيات        المطلوبة للمستهلك، وجعلها شاملة مما يفقده مفعوله عند الضرورة.

07-  تقاضى رسوم شهرية عن كل عداد للمشتركين أجور صيانة منذ تركيبه إلى أن      تحل به كارثة أو يُزال، حتى لو اشتكى المستهلك.

هذه بعض من الجروح العميقة والشديدة الألم والعظيمة الخطورة على الأرواح والممتلكات من مخاطر الكهرباء، ولو تعمقنا قليلاً في البحث لوجدنا الأكثر ألما والأشد ضررا، ولا نعلم إن كان المسؤولون يعلمون ذلك ويدركون مدى خطورته الجسيمة، أم أنهم في معزل عما يعانيه المستهلكون. صدمات متتالية وجروح متوالية كهربائية دفينة في الأعماق، وفواتير باهظة لم تعالج منذ زمن بعيد، بل تزداد عمقاً وقسوة مع مرور الزمان، لم نجد بعد لها طبيباً ماهراً، ولا متخصصاً بارعاً على الأقل لتخفيف آلام تلك الجروح، لكننا لن نيأس، ولن يخيب أملنا في القيادة الرشيدة التي تسعى لرفاهية وإسعاد الشعب. نأمل أن يكون العلاج قريباً وعاجلاً كما حدث لمكافحة فيروس كرونا 19.

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,16

همسة مداخلة على مقال كُتِب عن الوالد حسين جستنيه

وصلتني صورة مقالة للأخت نورا جمال بعنوان “جستنيه00 يتغرب ليجمع تجار مكة في غرفة” نشرت في جريدة مكة بالعدد 464 تاريخ 02/07/1436هـ الموافق 21/04/2015م

       استسمح الأخت نورا ببعض المداخلات على مقالها الآنف الذكر.

  1. أشكرها على تذكرها لأمجاد الآباء والأجداد، وأتشكر منها على تذكير الأبناء والأحفاد بأفعال أسلافهم علهم يتعلمون شيئاً أو يتفهمون نظرية أو يدركون فكرة يطورونها يوماً ما.
  2. ما ذكرته الأخت نورا في مقالها رافقه شيء من عدم التكامل.
  3. الوالد حسين جستنيه ذهب لبومباي بالهند سفيراً علمياً ومبتعثاً تعليميا ليدرّس علوم الحساب واللغة العربية والفقه الحنفي بمدرسة الفلاح ببومباي لأبناء موظفي الشيخ محمد علي زينل الحجازيين والغير عرب الراغبين في تعليم أبناءهم ذلك. ما ذُكر في المقال عن إنشاءه للغرفة التجارية كان اجتهاداً ذاتياً قطف به قصبة السبق وسانده رجال أوفياء.
  4. ترجمة الوالد حسين جستنيه وبعضاً من أقرانه ومسانديه والجيل المعاصر لهم حافلة بالكثير من التضحيات والأفكار السابقة لأوانها، حرصت على كتابة ما أمكنني منها في مصنف خاص مدعوماً بالوثائق والصور تقديراً لمجهوداتهم التي نعيش على الكثير منها وتذكيراً بطموحاتهم التي فتحت المجال أمامنا دون أن يدرك كثير منا تلك النعم أو يُعرف عن فاعليها أي شيء.

أرجو الله العلي القدير أن يجد هذا المصنف من يتولى طباعة ونشره وتوزيعه في أقرب وقت ممكن حفاظاً منا على حقوقهم علينا وتسجيلاً للتاريخ وتصحيحاً للمعلومات المتداولة وتنويراً للأجيال الحاضرة والقادمة.

ملحوظة: 

1-      نشرت المداخلة في صحيفة مكة بالعدد (517) في 26/08/1336هـ، 13/06/2015م

2-      تم بفضل الله تعالى- إصدار كتاب “رجل المهمات الصعبة” ط. 1439هـ، 2018م، في   (526) صفحة بحجم (A4) ومدعم ب (1,220) صورة ومستند ووثيقة، بعضها ينشر          لأول مرة، ومتوفر للاقتناء. يتضمن سيرة وتراجم عن الوالد حسين بن محمد سعيد بن صديق جستنيه، والعديد من العلماء   والشخصيات ورجال الأعمال الذين عاصرهم أو من        جيله أو ممن تلاه، بالإضافة لتصحيح المعلومات    التي كُتِبَ ْعنه في مواقع التواصل أو    مواقع بعض العائلات أو غيرها، وتفسير العديد من النقاض التي   كانت غير واضحة.

تمت تدوين هذه الملاحظات في 19/04/1443هـ، 24/11/2021م. 

همسة مداخلة على عتاب الإخوة خياط وكامل

قرأت العتاب الأخوي من الأستاذ عبد الله عمر خياط المنشور في عكاظ بتاريخ 06/05/2015م للشيخ صالح عبد الله كامل. كما قرأت التفاعل الأخوي للعتاب في صحيفة مكة العدد 484وتاريخ 11/05/2015م. كلاهما كاتب لا يجف له مداد، فهل يسمحان لقلمي المتواضع بهمسة عابرة.

أعجبتني أطروحة الأستاذ عبد الله من حيث الفكرة والمبدأ. كما أعجبتني الإجابة الدبلوماسية للشيخ صالح. همستي هي:

ليس من الضروري ذكر الأسماء، ويمكن الإشارة للحدث أو الواقعة كما كان السلف يعلموننا، وأنت أفهم مني في ذلك. حسب مفهومي من عتاب الأستاذ عبد الله هو أن يعرف الآخرون بأسلوب علمي أو اقتصادي أن الحياة كفاح طويل، والنجاح لا يأتي بالتمني أو بالأحلام، بل يحتاج لعناء كبير وجهد عظيم ومثابرة متواصلة. المواقف الصعبة التي مرت بالشيخ صالح في مسيرة الفشل أوجدت فيه الإصرار على النجاح بالبحث عن أسباب الفشل لتلافيها وعدم تكرارها. لهذا اتخذ مسيرة جديدة حققت النجاح المطلوب. إذن الفشل الأول كان سبب النجاح الحالي. لو تكرمت بطرح ذلك بطريقة ما تمكن الشباب والفتيات المقدمين على العمل الحر من التعلم والاستفادة.

لو أخذنا بوجهة النظر المرئية أو الصحفية، نتذكر أنه ليس كثيراً من تابعوا ذلك لسبب أو لآخر فضلاً عن كونها مؤقتة، وبالتالي فهي لم تحقق الهدف الأساسي. أما لو كانت مدونة يسهل تناولها والاطلاع عليها أو التعلم والاستفادة منها لكان ذلك أقرب وأعم لتحقيق الهدف.

لو طبقنا مبدأ عدم كتابة الترجمة الذاتية من قبل صاحبها أو من هو أقرب إليه رغم علمه بالكثير من التفاصيل المهمة لما تعلمنا الكثير من أسلافنا ولما علمنا العديد عنهم ولضاعت أنسابنا. 

لا شك أن أقدر إنسان على تدوين الترجمة هو الشخص ذاته حتى وإن تجاوز شيئاً منها ليبتعد عن الغرور أو المدح أو الإحراج. مواقف عديدة لا يدركها جيداً إلا من كان فيها ولا يستطيع سواه حسن التعبير عنها وطرح طريقة الخروج منها أو مواصلة السير فيها.

النجاح يشرق كالشمس يضئ لصاحبه وقد يهتدى به آخرون، لكن طريقه يظل غامضاً على الكثير، كل يظن بفهمه أو يخمن بعلمه، ويبقى مجهولاً ما لم يُرشد له صاحبه، أو يبقى تتناقله الأفكار وتتكاثر عليه الآراء حتى يصبح الخطأ صواباً والظن حقيقة، وفي هذا مجانبة للأهداف النبيلة، ويكون السبب الرئيسي هو عدم كتابة الترجمة من مصدرها.

الكل منا يمر بتغيرات كثيرة ومتغيرات مختلفة، السعيد منا من يتجنب منها ما لا يلائمه، وما أقل ذلك. 

كلنا مدعون للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ونشرها بالطرق السليمة المواكبة للعصر والعقلية الأخرى وليست خاصة على أناس بعينهم، لتفاوت العقول وتدرج المفاهيم واختلاف نسب الزكاء بين الناس، وهي سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه. فكم من متعلم يعجز عن إيصال المعلومة للآخر.

هكذا نحن دائماً نَحِنُ للذكريات ونسترجع الأحبة بقلوبنا والأصدقاء بأحاسيسنا وإن تباعدت المسافات أو تكاثرت المشاغل أو قَصُر الزمان. نتقبل العتاب بصدر رحب، ونرحب بالرأي الآخر بروح أخوية، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ” رحم الله امرئ أسدى إليَ عيوبي”.

أتمنى على آل شطا والبار والكتبي والسجينى والفدعق والشيبي واليماني والمالكي والمرزوقي وغيرهم من العلماء، وبيت زينل والجمجوم والطويل وبن لادن وأبار وزيني وباداوود والزقزوق والمتولي وغيرهم من رجال الاقتصاد أن يحرصوا على تدوين تراجمهم في أقرب وقت ممكن وطرحها ليستفيد منها القاصي والداني ولهم الأجر والثواب.  

ملحوظة: نشرت في صحيفة مكة بالعدد (493) في 02/08/1436هـ، 20/05/2015م

هذا الحل ، ومتى التنفيذ!!!

هذا الحل ، ومتى التنفيذ!!!

تعليقاً على ما كتبه د/ياسين الجفري في جريدة الاقتصادية العدد(2533)وتاريخ 10/9/2000م حول تعويض المستهلك لوقف الهدر الاقتصادي وما تضمنته المقالة .
أود أن أشير إلى مقالة نشرتها مجلة الغرفة التجارية بمكة المكرمة عدد جمادى الأولى 1421هـ تحت عنوان “من يحتضنها ومن يرعاها” حيث يتلخص الموضوع في المجهودات الجبارة التي توليها الدولة لحماية المواطن ووضع المواصفات القياسية ، ولكن الأهم من ذلك هو من يحقق تطبيقها وكيف يتم ذلك ؟ فقط بشهادة من المصدر قيمتها حوالي مائة دولار وتكون العاقبة كما شاهدنا في موضوع الإطارات وغيرها كثير ، والضحية في بلادنا هو المواطن واقتصادنا الوطني ، أما في دول أخرى فتتحمل الشركة كافة التبعات
وقد ناشدت في كلمتي تلك اللجنة الهندسية (الهيئة السعودية للمهندسين) بصفتها الجهة الممثلة للمهنة الفنية الحرة، وهيئة المحامين بصفها القانونية والوطنية، وكل المخلصين والمحبين لهذا الوطن بالمساهمة في تأهيل وإنشاء شركة أو هيئة فنية منتخبة من المكاتب الاستشارية والمستشارين السعوديين وهم كثر ولله الحمد للقيام بأعمال الفحص والاختبار والتأكد من أن جميع المواد الواردة للمملكة مطابقة للمواصفات القياسية ، وأن تكون لهذه الهيئة فروع وصلاحيات لتأهيل الشباب السعودي فنياً وإدارياً وآلياً للقيام بهذه الأعمال ، وأن تكون هذه الهيئة مسؤولة تماماً عن أي شهادة تصدرها وتحاسب عليها كما تكافأ عن حسن إنجازها .
أضيف صوتي إلى صوت الدكتور بضرورة إيجاد شركة أو هيئة ذات اختصاص مهمتها الدفاع عن حقوق المواطنين أمام الشركات الأجنبية ووكلائها ، ويمكن أن نتقاضى أتعابها من الشركة أو الجهة المتسببة في تلك الأضرار وفقاً للأعراف واللوائح القضائية المتبعة عادة في القضاء .
وحبذا أن تكون هذه الهيئة متصلة مباشرة بهيئة الفحص والتأكد من تطبيق المواصفات حتى لا تكون الكارثة عظيمة.
حيث تتمكن هيئة الفحص بعد التأكد من عدم سلامة المواد للمواصفات القياسية من منع دخولها للمملكة وإبلاغ جهات الاختصاص و”هيئة المرافعات الوطنية” وهذا اسم مقترح لها منِّي إذا سمحوا لي الأخوة بذلك ؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية لضمان حقوق المواطنين والاقتصاد الوطني ، وأن تتضمن محكمين دوليين سعوديين فنيين وقانونيين ليؤدي كل فرد دوره تحت مظلة هذه الهيئة بعد دعمها من قبل جهات الاختصاص بكل الوسائل الشرعية والقانونية لتمارس مهامّها بصدق ومصداقية .
إن العولمة تطرق الأبواب وأعتقد أننا إذا لم نتخذ الاحتياطات اللازمة منذ الآن فسنجد أنفسنا في مآزق عديدة مثل مأزق الإطارات .
فما أحوجنا إلى مثل هذه الهيئة والتي بلا شك ستستوعب العديد أيضاً من أبنائنا الباحثين عن العمل خاصة إذا ما قامت الهيئة بإعدادهم وتدريبهم خلال فترة إنشائها .
هذا هو الحل في رأيي ، فمتى التنفيذ يا تـُرى ؟؟
أرجو الله أن يجد هذا الحل الإجابة لدى جميع المخلصين والمحبين لوطنهم ومواطنيهم وأن توضح له اللوائح التنظيمية التي تدفعه لأداء واجبه ومحاسبة التقصير .
أسجل اليوم إعادة لهذه المقالة في المدونة الخاصة بعد أن أصبح النشر وتوصيل المعلومات أكثر سهولة، وأوسع حرية، رغم مضي حوالي تسع سنوات على كتابتها دون أن نجد ردود فعل لإيجابية، أرجو أن تجد الآن الكثير من الإيجابيات في ظل التطورات التي تشهدها المملكة.

نُشر بتاريخ أغسطس 31, 2009

خلجات أفكار

خلجات أفكار

كتبت في مقال سابق عن سلوك الشباب للجنسين وأشرت لفتح باب الحوار معه , كما طرحت فكرة إعداد استبيان لثلاث مراحل حسب تصوري , وهو طبعا قابل للتطوير والنقاش بما يحقق الهدف المنشود , وكتبت في مقال ثان نشر في مجلة التجارة أيضا التي تصدرها غرفة مكة المكرمة بعنوان [ الشباب … أحلام … أم أوهام …] , وفي مقال ثالث نشر أيضا في مجلة غرفة مكة المكرمة بعنوان [ الخريجون والخريجات … إلى أين…] .
واليوم أسطر خلجات أفكاري المتواضعة بين أيديكم في صيغة استبيان متعدد الجوانب, ومتضمن للعديد من أنواع الأسئلة الخاصة والعامة , العميقة منها والسطحية ظاهريا , مساهمة بسيطة أرجو قبولها دون تطفل منى على ذوي الاختصاص , وإنما هي المشورة والرأي طمعا في المشاركة لكسب الثواب ليس إلا , ولما دار بخاطري من نقاط توضيحية لكل من يشارك في هذا الاستبيان وهي:
1- أكتب ما لديك من آراء ومقترحات وطموحات في صفحات إضافية , وكذلك إذا لم يتسع المكان لأي فقرة وردت بالاستبيان , وأذكر رقمها في الصفحة الإضافية وأكتب كل ما لديك دون خجل أو وجل أو خوف وأرسله مباشرة بالفاكس أو البريد الإلكتروني أو المسجل أو سلمه مناولة للجهة المسئولة عن متابعته واستخلاص النتائج منه بعد برمجته في الكمبيوتر لتسهيل عملية الفرز , والتي تحددها الجهة التي ستتبنى هذا الأمر لرعايته وولادته وتربيته كما ينبغي. 2. يمكن تعميم الاستبيان بعد تصفيته وإضافة أو حذف ما يلزم لتحقيق الهدف منه , على أن يملأ كل مستوى دراسي ما يخصه , أو تجزئة الاستبيان لثلاث مستويات كما أشرت سابقا , وهذا ما لا أفضله بهدف الحصول على أكبر قدر ممكن من الأفكار والآراء , فقد تردنا فكرة أو رأي من حيث لا نفكر, نطوره ونهذبه ليكون ثمرة يانعة أو بذرة صالحة , والرأي للمختصين. 3. أرى أن يتم توزيع الاستبيان عن طريق المدرسة والجامعة على عينات من الطلبة والطالبات بعد تأهيلهم لمساعدتهم على تعبئته , وتوزيعه في الأسواق مع بعض إرشادات طريقة التعبئة , للحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات والاقتراحات , ومراعاة تأنيث الكلمات اللازمة وتصحيح إعرابها عند طباعتها لتوزيعها على الإناث .
4. أرى أن يوزع الاستبيان في العديد من المدن وعينات من القرى على مستوى المملكة للجنسين عن طريق الجهات المختصة والتي ستتبنى الفرز والرعاية والتنفيذ أو ستساهم في التنفيذ .

تبعا لم ذكرته سلفا , أطرح هذا الاستبيان للمرة الثانية – والذي لا يزال يؤرق مضجعي , ويحير أفكاري , ويقلب الموازين , يدور بخاطري كفكرة قابلة للتطوير والموائمة بما يتوافق مع المبادئ الشرعية والأعراف الاجتماعية والبيئة الإسلامية – ليساهم فيه كل من يرغب على اختلاف الطبقات ومن كل المستويات الثقافية والفكرية والعلمية والتعليمية والتربوية والنفسية والأخصائيون من القطاعين الخاص والعام ذكورا وإناثا , يوزع في المدارس والجامعات ولمختلف القطاعات بنين وبنات , بعد تأهيلهم لتعبئته دون خوف أو ضغط أو تهديد أو وعيد , لنفهم من تلك الاستبانات مشاكل الشباب وآلامه وطموحاته وأحلامه وأهدافه ومتطلباته وغيرها على اختلاف أعمارهم وأهوائهم وأفكارهم وما بقي من طموحاتهم وأحلامهم وآمالهم إن كانت لا تزال حية, وكلى أمل ويقين أن تجد الفكرة طريقها للقلوب الصادقة , والنفوس المخلصة , والعقول النيرة , والآباء الحالمون بجيل صالح لخلف صالح , وثمرة يانعة من شجرة طيبة , أصلها هو وفرعها أبناءه وأحفاده .

أعتذر لجميع الإخوة التربويين ولذوي الاختصاص على تطفلي هذا إن اعتبروه كذلك , وهو ليس سوى مساهمة أو مشاركة بأحاسيسي كأب ومواطن ومسلم , يسعى لجعل مجتمعه الأفضل ما أمكن والأقرب للصواب ما استطاع إلى ذلك سبيلا , وأسأل الله العلي القدير أن يوفق المسئولين – وكلنا مسئول في موقعه – ومجلس الشورى الذي تقع الأمانة العظمى على كاهله لدعم هذه الفكرة وتطويرها وتحديد الجهات التي ستتولى مسئولية الإعداد والإخراج والتنفيذ واعتماد المبالغ اللازمة لذلك , والمخلصين لتبني هذا الأمر ورعايته حق الرعاية ليكون ثمرة يانعة من جنة طيبة ينطبق عليها قوله تعالى [ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله 00الآية ] .

نُشر بتاريخ سبتمبر 1, 2009

رفقاً بالقوارير

رفقا بالقوارير

رفقا بالقوارير , توجيه نبوي شريف , أوصيكم بالنساء خيرا , توصية طيبة مباركة , وحث ووصاية لحسن الرعاية والتوجيه من خير البرية عليه أفضل الصلاة وأجل السلام , للجنس اللطيف , والنصف الآخـر من المجتمع , رغم حنانه الذي يُرضع , وحنيته التي تجمع , وجماله الخَلقي والخُلقي , وتجميله للكون بوجوده , ودلاله الذي يغرس العطف في القلوب , وتدليله الذي يبعث الحياة للنفوس .
تلك هي مقتطفات من توجيهات وتعاليم الدين الحنيف لرعاية وحسن الوصاية والتوجيه للمرأة الأم والأخت والزوجة والابنة , والمصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم خير نموذج يحتذى به حين عالج تصرف السيدة عائشة رضي الله عنهما عندما تعمدت كسر القصعة غيرة منها , دون أن ينهرها أو يثور في وجهها أو يقيم الدنيا ولا يقعدها , كما يعمل معظمنا لأتفه الأسباب وأقل الأفعال , بل برر لها غيرتها أمام الصحابة رضي الله عنهم جميعا عندما رأي علامات التعجب والدهشة على وجوههم , فقال عليه أفضل الصلاة والسلام بما معناه [ غارت أمكم عائشة ] , فانفرجت أسارير الصحابة رضوان الله عليهم جميعا .
لقد أوجد الله سبحانه وتعالى العاطفة والرقة والحنان والعطف والحب والتضحية والتسامح , ووضعها في هذا المخلوق الناعم الملمس , والمرهف الأحاسيس , والمليء بالحنان , والفيـاض بالدفء , والكثير التسامح نسبة لنا الذكور , ووضع قواعد التعامل بينها وبين الرجل , ورسم طريق سلوكها , وأوضح مجال طهارتها , وحدد منهج عفتها , وذكر حقوقها , وبين واجباتها , وما دون ذلك خروج وجحود , وتجن وضياع .
إن معظم المجتمع الغربي- وهذا عن واقع عايشته من خلال رحلاتي العديدة على مر السنين- يتمنى أن يعيد للمرأة ولو جزءا يسيرا من كرامتها , ويشعر بأنوثتها , وينعم بدفئها , ويتمتع بشيء من حنانها , بعد أن أفقدها كل شيء جميل فيهـا , واغتصب كل بسمة صادقة يمكن أن ترتسم على محياها , واستباح عفتها , واستهان كرامتها , وجعلها سلعة رخيصة , وتجارة رابحة دنيويا , سهلة التداول لتحقيق الغايات والوصول للأهداف , دون رحمة أو شفقة , أو عفة وكرامة .
المرأة المسلمة والمؤمنة بعدل الله سبحانه وتعالى تدرك تماما أن الهدف الأساسي من كل ما ينسج لها من خيوط في شكل حرير , ما هي شباك من حديد , وما يبنى لها من آمال ليست سوى أوهام , وما يكتب لها من تشجيع ليس سوى تطبيل , وما يرسم لها ما هو إلا خيال , وما يقال لها سراب من خلفه سراب , وظلمات بعضها فوق بعض , وهي المسكينة مندفعة بعاطفتها , متجاوبة بأحاسيسها , إن استجابت فهي تسير بمحض إرادتها في ظلام دامس نحو الهاوية , فالحذر الحذر يا أمي وأختي وزوجتي وابنتي وحفيدتي , من كل ما يحاك حولك , ويصور لك في الظلام , وستذكرين قولي هذا يوما ما وتندمين حين لا ينفع الندم .
تأكدي يا أختاه، أنني لست ضدك ولا متحيزاً، أو كما يقول البعض من بقايا العصور الوسطي، ولكن صدقي أو لا تصدقي , فهي تعاليم الدين الحنيف , ومنهج الصراط المستقيم , وحنكة الحياة القاسية , ومرارة الظروف الصعبة , وتجارب الزمان المتلاحقة , ولك أن تعي وتدركي , وتتبصري لتبصري, وتتروي قبل أن تحكمي , حتى لا تظلمي فلا تظلمي .
جمالك في حيائك لا في سفورك , وحنانك في عطفك لا في قسوتك , وخجلك في أنوثتك لا في بجاحتك , ودورك محفوظ , وفضلك معروف , فلا تغرنك الحياة الدنيا , ولا يضلنك المضللون , ولا تشمتين فيك الحاقدون .
أمي وأختي وزوجتي وابنتي وحفيدتي , يشهد الله عز وجل أنني معك قلبا وقالبا , جسدا وروحا , رفيقا ومرافقا أمينا مخلصا , ما دمت تسيرين في إطار المنهج الإسلامي , نسير معا في مركب واحد , نصارع الأمواج , ونشق أعماق المحيطات , نسارر النجوم , ونحاكى البدر , نخفف من الهموم , ونناجي الغيوم , ونهمس بالعيون .
هذه هي الحياة , هموم وأشجان , وأحلام وأحزان , وماض وحاضر , ومستقبل بيد الرحمن , وآمال جسام , وأحلام عظام , فهل تمدين يدك نتعاهد على الكتاب المبين , ونسير معا في أمن وأمان , لنرعى أبناءنا حق الرعاية , ونعلمهم محبة الله , ومحبة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وآل البيت , وحسن الخلق , واحترام الكبير، وحب النديد، والعطف على الصغير, فنحمي أجيالنا، ونحقق أهدافنا , ونبني وطننا , ونعيد أمجادنا.
لقد أثبتت المرأة المعاصرة – كما سبق وان أثبتت جدتها من قبل – مدي صبرها وجدارتها , وإمكانية الاعتماد على قدراتها وخبراتها وكفاءاتها المتعددة , وحسن شخصيتها , فيما أنيط بها من مناصب قيادية محلية وقطرية ودولية , ضمن الإطار الشرعي العام , فبقيت مفخرة للمسلمين , وشوكة للحاسدين , وهما على الحاقدين .
عن سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه [لا ترغموا أبناءكم على عاداتكم , فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم ] . علينا أن نعتبر بهذا , وأن يكون منهجا لنا في مختلف أوجه حياتنا، إذ لم يعد الزمان ملائما للتفرد بالرأي , والأمر والنهي , وصم الآذان عما يقال في الصحف والمجلات الدولية, وطمس العيون عما يرى على الشاشات الفضائية , والتحسر على الماضي بحاضر أكثر انفتاحية , وأقرب للإباحية .
لقد تكون الوعي الحسي لدى الجيل الحاضر لالتقاط كل ما يقابله من غث وثمين , والقناعة الداخلية الكامنة – وعلينا كآباء ومربين ومسئولين – كل من واقع مسؤوليته – أن ندرك هذا بكل أحاسيسنا ونتعامل معه بمنتهى الحذر – وللقارئ والسامع والمشاهد حرية الاختيار وفقا لما نشأ عليه في البيت والمدرسة والمجتمع وهم أساس البناء , أو أدركه بأحاسيسه , أو لمسه من حال واقعه , أو بما تعلمه في سره , وليس لما يفرض عليه , أو يمنع منه , أو يجبر عليه .
لابد أن يكون هناك رأي آخر, وإن خالف رأينا, ومناقش أوسع علما, وأكثر إدراكا, ومتحدث أكثر براعة وخبرة , وكثير من المستمعين بقلوبهم , دون حرج أو حساسية , لنخرج بنتيجة مرضية , وقناعة صادقة , وخطوات ثابتة , قبل أن ندفع بأنفسنا للتهلكة .
علينا أن نتذكر قول الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام في أسس اختيار الزوج (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجيه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم في أسس اختيار الزوجة (تنكح المرأة لأربع : لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ؛ فاظفر بذات الدين تربت يداك) رواه البخاري.
كيف يتسنى لنا إيجاد جيل مسلم مثقف إذا لم نأخذ بهذه القواعد الأساسية وننشئ الأب والأم على ذلك ! ومن سيرعاه ويحتضنه ليواجه التيارات المتعددة إذا لم نهيئ له الأرضية الصالحة ! أبالخادمات , والسائقين , والعمالة السائبة , ينشئ جيل يرعى الحقوق , ويحفظ الواجبات , ونزيلا في المهمات، وقادراً على تحمل المسئوليات !!!
قال العرب في الشعر:
الأم مدرسة إن أعددتها أعد # دت شعبا طيب الأعراق
إنني أرى أن تتبني إدارة الحوار الوطني مثلا – أو أي جهة أخرى – ضرورة طباعة وتوزيع تفاصيل حقوق وواجبات المرأة وفقا للمنهج الإسلامي , مع شرح مدى حاجة الأسرة والمجتمع للأم الحنون , والقلب الرحيم , والأسرة المتماسكة , والمجتمع المترابط , خاصة في ظل الأمواج التي تتقاذفنا , والرياح العاتية التي تهب علينا من كل جانب , وطرح استبانة شبيهة بالمرفقة، توزع على الأم والأخت والزوجة والابنة والحفيدة , ولا يمنع ذلك من تعبئتها للاستبانه المشار إليه في مقالي السابق بعنوان [ خلجات أفكار ] وما سبقها حول الموضوع , لمعرفة ما تريده حقاً المرأة أو بمعنى أدق كل فئة منهن, وما تتمناه فعلا , قولا وعملا , لا حديثا ومقالات , ومناقشات بيزنطية , ومهاترات صحفية , لا تجني من وراءها إلا هدر الجهد والمال والأوقات , وفقد العزة والكرامة, وربما البيت أو الأسرة، والمقابل … لا شيء يذكر أو يترجم على أرض الواقع !!
تحدثت في أربع مقالات سابقة عن هموم عظام , وأشجان جسام , تثقل كاهل الجيل المعاصر بجنسيه , وطرحت استبانه, حبذا لو حاول كل الإجابة عليها وإرسالها دون اسم إذا لم يرغب ذكر اسمه، أو مقارنتها بحاله وما ينبغي , ليعرف أين هو من الحال.
وطرحت في مقال آخر جانبا من هموم سيدات الأعمال ونظام السجل التجاري , وقد وجدت هذه الأطروحة تجاوبا مشكورا من قبل وزارة التجارة والصناعة . أرجو أن يستمر هذا التفاعل لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين بجنسية والمقيمين أيضا .
اليوم أُعيد تستطير مقالي عن المرأة بكل ما تحمله الكلمة من معانيها المرهفة الجميلة, وأخصها بهذه الاستبانة، مع بعض التعديلات بحكم عامل الزمن، فقط مضى حوالي خمس سنوات على نشره أول مرة في مجلة الغرفة التجارية بمكة، والإيجابيات لا تزال ضئيلة جداً، لكنها تبعث بصيص أمل, أرجو أن تحرص على الإجابة عليها بكل أمانة وصدق , لتتمكن من إيجاد حل لها , بدلا من العمل كالنعامة.
النموذج : مقترح لإستبانة حول المرأة وهمومها ومتطلباتها وأحلامها .
إعداد : المهندس الاستشاري والمحكم الدولي / إبراهيم حسين محمد سعيد جستنيه

نُشر بتاريخ سبتمبر 1, 2009

إتقان الوسائل البديلة

يشهد العالم المعاصر الكثير من التغيرات والتطورات المتسارعة العلمية والعلمية والتطبيقية في شتى المجالات والتخصصات دون توقف أو تمهل أو انتظار المتخلف ليلحق بالركب بعد أن انفتح العالم على ساحة كبيرة وسماء واسعة ، وأفق بعيد ، غير قادر على إدراك مضمونه ، أو مدرك لمفهومه .
فبناء الإنسان هو الثمرة الحقيقية للوجود بعزة وكرامة ، فإذا لم نستفيد من الخبرات والكفاءات الوطنية الموجودة لدينا ، فقدناها وفقدنا مستقبل أبناءنا ووطننا ، وزدنا تأخراً ، وقلة علم، وعدم معرفة.
في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في شتي الأمور ، تتولد لها ردود فعل إيجابية كثيرة ، يجب أن نواصل السعي نحو تنميتها واستثمارها ، كما تظهر لها ردود فعل أخرى عكسية سلبية ، وهو شيء طبيعي ، نحرص على تداركه وتلافيه حرصا على عدم اتساع سلبياته .
بدأ تصحيح المسار ، وتواجدت بعض الآذان الصاغية ، وإن أطرقت طويلاً ، وانفتح باب الحوار البناء ، وأخذت الأقلام تسطر الحقائق وتشرح الوقائع ، وتناقش وتطالب بالحساب والعقاب والمكافأة والتقدير .
أخذت البعثات العلمية في الانطلاق كأول خطوة نحو تعديل خط السير للاتجاه السليم ، بالرغم من العقبات التي تعترض مسيرتها ، والأخطاء التي لم تعالج أسبابها ومسبباتها ، ووضعت بعض القواعد العريضة لمستقبل اقتصادي واجتماعي طويل الأجل ، ورُسمت بعض الخطط لمراحل متنامية الأطراف ، راسية القواعد ، خاصة بعد أن أصبحت الهندسة تشكل الجزء الأكبر والأهم في مسيرة حيانتا الخاصة والعامة .
من أهم الجوانب الإيجابية لتلك التطورات المختلفة هو العودة ل ” الوسائل البديلة لحل الخلافات قبل القضاء” والأكثر انتشاراً وقبولاً – بأسلوب علمي ومنطقي وشرعي وقانوني ، فرضته الظروف ، وأوجبه الواقع ، وتستدعيه التطورات والتقلبات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمحافظة على البقاء جنباً إلى جنب مع الآخرين – مثل :
1 – التفاوض : وهو عملية نقاش مباشر بين أطراف النزاع دون وجود أي طرف خارجي .
2 – الصلح (الوساطة) : عملية تدخل وسيط بين أطراف النزاع .
3 – التقييم الحيادي المبكر : عملية مشتركة بين الاستشارة والوساطة المبكرة .
4 – التوفيق : هو عملية تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة .
5 – التحكيم الاقتصادي أو الهندسي أو الفني : هو عملية اختيار أطراف النزاع لطرف آخر يحكم بينهم في ذلك النزاع .
6 – التحكيم المفوض .

أما أهم الجوانب السلبية الناتجة عن هذه التطورات فهو كثرة المنازعات ، واختلاف أنواعها وأشكالها ، وظروفها وحالاتها ، مما عرقل عمل القضاة ، وأجل الفصل لسنوات عديدة فيها ، فازدادت البغضاء ، وعمت الشحناء ، وهُجرت رؤوس الأموال .
يتم اللجوء لإحدى تلك الوسائل نتيجة لخلاف أو نزاع نشأ أو قد ينشأ بين الأطراف يستوجب معه ضرورة وجود من يستملك السلطة لحسم هذا الخلاف وفصل النزاع .
لذا ؛ علينا أن نستعد ونعد أنفسنا لاستقبال ما ستلده الأيام أو السنوات القادمة بعصر العلم ، وعالم العولمة ، وقواعد عدم مساواة إلا بقوة العلم وسلاح المعرفة ، وفلسفة الحجة ، وأن ندرب أنفسنا وجيلنا الحالي ليكون أهلاً لتحمل المسؤولية ، وأقدر على التعايش مع عالم العولمة ، ونشر ثقافة البحث والتعلم ، وتدعيم ” إتقان ثقافة الوسائل البديلة لحل الخلافات قبل القضاء” في الكثير من الأمور للوصول للحلول العلمية والعملية القابلة للتطبيق بالطرق الصحيحة ، وليس بأسلوب لوي الذراع أو مبدأ القوة ، وقانون الغابة .
في لمحة سريعة للإحصائيات البيانية الصادرة عن وزارة العدل السعودية والتي نُمثلها بتلك الرسومات ، يتضح لنا منها الكم الهائل لحجم القضايا المنظورة أمام المحاكم الشرعية فقط خلال الأعوام 22- 1425هـ في المملكة ، ونسبة عدد القضايا الحقوقية التي يمكن لهذه الوسائل البديلة من حلها – لمن أراد ، وما أكثرهم – والنسبة الكبيرة للقضايا الحقوقية التي لم تنظر بعد ، وتليها المنقوضة ، وما يترتب على ذلك من أضرار عديدة وجسيمة للمتنازعين ، مع زيادة الأعباء القضائية والتي لا يمكن التغلب عليها بزيادة عدد القضاة فقط كما يعتقد البعض ، لأن القاضي الجديد في أمس الحاجة لسنوات عديدة من التدريب مع قاض سابق لاكتساب الخبرة والمرونة قبل أن يُعهد إليه بممارسة القضاء والنظر في النزاعات والقضايا المختلفة ، وهو للأسف غير مطبق في كثير من المواقع ، مما أبرز نوعاً آخر من المشاكل وترك خلفيات سلبية عديدة ، حيث أن متوسط ما يجب على كل قاض أن ينجزه كقضية كاملة من القضايا المختلفة المعروضة عليه ويصدر فيها حكمه النهائي خلال نصف ساعة (30دقيقة) من كل يوم عمل ، وهذا طبعاً من المستحيلات ، فكانت النتيجة ما يحدث .
لذا يجب إفساح المجال أمام القضاة للنظر في القضايا الأهم والأصعب ، وإعطاءهم مزيداً من الوقت لدراستها بشكل أفضل وإصدار الأحكام الشرعية السليمة فيها بدلا من بذل الوقت والجهد فيها، ثم عودتها من التمييز بعدم التصديق ، وبالتالي تبدأ من الصفر مرة أخرى ، بينما كان بالإمكان حلها ب ” الوسائل البديلة ” لمن أراد ، وتوفير الكثير .
أما حجم القضايا الحقوقية المنظورة أما ديوان المظالم فلم نتمكن من الحصول على معلومات موثقة عنها رغم ندبي كخبير من قبل الديوان لإعداد بعض التقارير الفنية لبعض منها ، وأحد المحكمين والخبراء المعتمدين بوزارة العدل والجهات الدولية .

تفاصيل كثيرة ذكرت في مصنف ” الوسائل البديلة لحل الخلافات قبل القضاء ” لأكثر الوسائل انتشاراً ، وأقربها للقبول والتطبيق ، مع بعض التوسع في باب التحكيم ، والتحكيم المفوض بشكل عام، وطرق الاختيار وغيرها ، والإشارة لأنظمة وقوانين التحكيم وطرق الإجراءات والخطوات الواجب إتباعها لكل منهم بحسب الحالة والظروف ، وكلها جائزة فيما أجازه الشرع الحنيف ، ابتداء من الأمور الخاصة والشخصية الأسرية وحتى الأمور التعاقدية التجارية بكافة أنواعها ، والعقارية ، والزراعية ، والهندسية ، والفنية وغيرها.
تعتبر” موسوعة القضاء والتحكيم ” إحدى الموسوعات النادرة في المكتبة العربية والمتخصصة في هذا المجال بشيء من الدقة والتفاصيل ، وهي متوفرة للبيع لدى المكتبات أو المؤلف مباشرة ، ومرفق نشرة لما صدر من مجلداتها .
نرى أن نحرص على المزيد من الاستعداد لبناء جيل جديد متفهم لمعنى الوسائل البديلة ، وقادر على مواكبة التطورات الحضارية ، ومسايرة الأوضاع الاقتصادية الحالية والمستقبلية ، وفاهم حقيقة معنى العولمة وما ستفرضه علينا إن لم نتدارك الأمر ، وأن تتبني الهيئة السعودية للمهندسين وضع خطة تدريب منتظمة ومنظمة ( لكورسات) لدورات في ” الوسائل البديلة لحل الخلافات قبل القضاء ” ، وليست ندوات ومنتديات متقطعة وغير متسلسلة المعلومات كما يحدث حالياً ، وأن يتم التعاون مع بقية الجمعيات المهنية الأخرى ، خاصة مع توفر عدد جيد ممن أصبحوا ذا باع طويل من المواطنين المتخصصين والفنيين في هذا المجال ، ولا يمنع من الاستفادة من خبرة الإخوة العرب وغيرهم في هذا المجال ، والتنسيق مع الجامعات لتدريسها كمادة مستقلة للراغبين في الكليات وفق منهج دراسي متكامل سليم ، وألا تقل درجة التحصيل في كل جزء منه عن جيد مرتفع ليتمكن الدارس من مواصلة المرحلة التي تليه وهكذا ، وتنظيم تدريبهم مع الممارسين في هذا المجال لفترة تختلف بحسب التخصص قبل أن يسمح له بممارسة التحكيم منفرداً ، والمجال مفتوح لمزيد من المقترحات البناءة .

نُشر بتاريخ سبتمبر 1, 2009