إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة التكريم

قرأت مقالة الأستاذ موفق النويصر في صحيفة مكة ليومالسبت الموافق 14 أغسطس 2021م، تحت عنوان “هل التكريم حكر على الرياضيين”، وصلتني بعض التعليقات على تويتر. الحقيقة أن التكريم للشخص في حياته بشكل عام شيء جميل ومهم جداً، فهو تقدير وعرفان من المكرمين، ودعم وتشجيع، وباعث على المزيد من التضحيات، وبصمة ناصعة في جبين التاريخ تُبرز القدرة الإبداعية، وتدون الثقافة الحضارية، وتوثق العمق التاريخي لهذه الأمة الإسلامية، وتُلجم الأفواه المفتوحة باللغط.

كتبت مداخلة قصيرة في توتير على تلك المقالة نصها ” أشرت للهدف المفقود، لأنه من المفترض أن يشمل كل المبدعين والمتميزين في شتى المجالات، لكن يبدو أن المسؤولين عنهم لا يعلمون شيئاً عنهم، ربما لحجم مسؤولياتهم”. أتمنى أن أكون قد بلغت مفهوم الرسالة لذوي العلاقة، ليسعى كل على تحقيق أهداف رؤيا 2030م، وقد نبذل المزيد من الجهد والاهتمام فنتقدم خطوة عنها، وسيكون التكريم الأمثل عندئذ. 

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,18

همسة إعلامية

مداخلة على مقالة الأستاذ إبراهيم علي نسيب بعنوان “إعلام وأيام” في صحيفة المدينة بتاريخ 07/02/1443هـ، 14/09/2021م.  

من وجهة نظري، الإعلام هو النافذة المطلة على الواقع والطريق الموصل للحقائق وتصحيح الأخطاء التي لا يخلو منها أي إنسان، والمتعارف عليه أنه العين الثانية التي لا تنام للمسؤول أو صاحب الصلاحية، وأتمنى أن يكون المنصة الحقيقية لملتقى المثقفين والأدباء والكتاب والإعلاميين على اختلاف مجالاتهم. أما الإعلامي الحقيقي، فهو الباحث عن الأشياء المُسْتَظِلَّة أو الغير ظاهرة وإيصالها لذوي الصلاحيات لإصلاحها وتقويمها، أو فتح المجال للمختصين لدراستها وتحليلها وعرض النتائج ووضع التوصيات لطريقة حلها والتغلب على عدم تكرارها. أما الكاتب المدرك فهو المتخصص أو المتمرس فيما يكتب. طبعاً يوجد لدى كل منهم فئات تميزهم العقليات، وتعرفهم الكلمات والعبارات، وتبينهم الأهداف والطموحات. صحيح أنه انتشر وباء المحسوبيات والمظاهر الخداعة، وتكاثرت الكتب والروايات والمقالات والمقابلات والمجادلات الغير مثمرة، وعجت وسائل التواصل بما لا يسمن ولا يغني من جوع، وغاب الأصل بين الضباب أو تغير موقعه بين كثافة السحب. قد تكون مرحلة انتقالية لظروف المتغيرات، أو فترة تبيان الغث من السمين، لكن الأمل في العودة للأصل لا يزال قائما طالما يوجد من يَفْهَمْ ما يُقْرَأ، ويُدْرِكْ ما فَهِم.

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,14

همسة استثمارية

قرأت خبر في صحيفة مكة بتاريخ 05/02/1443هـ، 12/09/2021م، تحت عنوان “نقل 3748 سيارة تالفة من شوارع مكة” هذه السيارات التي تبدوا تالفة ثروة كبيرة من المؤسف أنها مهدرة منذ سنوات بعيدة تستفيد منها العمالة السائبة مع أنه يمكن للأمانة استثمارها استثماراً جديداً. أتذكر أنني تقدمت منذ عام 1398هـ، بأكثر من مرة بفكرة مشروع ابتدائي للاستفادة من المخلفات على اختلاف أنواعها، واجتمعت مع بعض المسؤولين آنذاك، لكنني لم أجد صَدً لذلك، بل وجدت صَدًّ لها، وأذكر أنه سبق لكثير غيري كتبوا مقالات عديدة ورفعوا نداءات عالية في محاولة لسماع أصواتهم الداعية لاستثمار هذه السيارات وغيرها من النفايات، إلا أن أحداً لم يستجب لذلك. واليوم أعود للمرة السادسة مطالباً الأمانات وإدارة المرور اقتناص هذه الفرصة الثمينة والسعي لاستثمار السيارات الخربة والتالفة أو مخلفات الحوادث، وجميع أنواع المخلفات الأخرى، تكفيهم أعبائها المالية ومسؤولياتها الاجتماعية، وتساهم في المحافظة على البيئة، وترفع من جمال المشهد البصري، وتعود بالفائدة المادية والمعنوية على الوطن والمواطنين والسكان، وتساعد على تشغيل المزيد من الأيدي العاملة وتوطين العديد من التقنية، وتُثْمِرُ منتجات متعددة، على أن تكون بشروط ميسرة وتسهيلات معقولة وقابلة للتنفيذ حتى يُقْدِمُ عليها المستثمرين الوطنيين وتحقق الأهداف المنشودة.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,13

همسة مُداخَلَة على مقالة الاستقواء

أشكرك أخي الكريم موفق النويصر لحرصك الشديد بإرسالك لي شخصياً وأنا قارئ عادي، رابط مقالتك بعنوان [الاستقواء على الناس بالنيابة العامة] المنشورة في صحيفة مكة يوم الأحد 5 سبتمبر 2021م. تمعنت في قراءة محتوى المقالة، وقرأت بعض التعليقات عليها، هي بلا شك مقالة ممتازة لمست أحد مواضع الجراح العميقة والمزمنة، تحكي جانباً من الواقع الأليم في كثير من الأعمال التي يتعذر فيها وصول الحقائق لصاحب الصلاحية بهدف الإصلاح والتطوير، وليس للإضرار أو التشهير، إذ لا شك أن هناك فواصل توضيحية تبين الهدف وتحدد نوع ومقدار المكافأة أو العقاب، لأن الهدف السامي من وضع أي نظام في العالم هو أن يعيش الإنسان في أمن وأمان وسلامة وصدق وعدل وعدالة، وخاصة في دولة دستورها القرآن والسنة.  

فكرة التهديد أو المنع من معرفة العقبات أو القصور أو التقصير أو مواضع الخلل باستخدام أي وسيلة يزيدها سوءً ويحول دون عملية التطوير، ولا يتفق مع مسيرة التنمية وتحقيق الرؤيا 2030. المتعارف عليه -بحسب مفهومي المتواضع- أن الصحافة هي عين المسؤولين الثانية التي لا تَغْفُو، تبين لهم الحقائق، ويَطْرَحُ المختصون خلالها الأفكار والمقترحات بصدق وأمانة للسير في مراحل التطوير والتنمية المستدامة، لكن عين الصحافة في عصر العولمة لم تَعُدْ واحدة كما كانت في الماضي، بل تعددت، وأصبح المجتمع كله عيون واعية، وطموح واسع ينشد تحقيق الآمال وتحويل الأحلام لحقائق واقعية في محاولة للتخلص من السلبيات ونبذ البيروقراطيات حتى يمكننا البقاء في انطلاق صاروخ مسيرة الإبداعات والاختراعات.  

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم حسين جستنيه

tradest.cont@gmail.com

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,8

همسة بين أحضان معشوقتي

معشوقتي، كثر هم عشاقها، عشقها مباح، وحبها ميزة، والترنم بعشقها فضيلة. تحدث عنها العلماء والفقهاء في مجالسهم، وكتب عن فضلها وفضائلها الكتاب والباحثين، وأبدع في وصفها العشاق والشعراء. يتبارز العشاق في عشقها، ويتفانون في خدمتها، والترحيب بزوارها وضيوفها. تجذب الأفئدة بجلال موقعها، وتخطف القلوب بجمال روحها، لا أحد يملك عشقها منفرداً، تخطف الانظار، وتسلب الألباب، تتهافت لقربها الأرواح والأجسام. نعيش بين أحضانها في سعادة روحية وطُمأنينة نفسية، نستنشق فيها عبير الجنان، ونتمتع برؤية البيت الحرام، ونحلم بما لا يمكن حتى في الأحلام ولا يجول في الخيال، مائها شفاء بحكم القرآن، وحرمها آمن بنص البيان، وحرمتها قائمة إلى يوم البعث بأمر الملك الديان. كلمة عشقها لا تفي شيئاً مما في أعماق الفؤاد من هيام بها وحنين وشوق لها والنوم بين أحضانها، فكيف بي وأنا أقف على أعتابها ولا أستطيع النوم بين ذراعيها الحنونتين، والإحساس بلمساتها الدافئة، وقبلاتها الساحرة. لا يعشقها إلا سعيد الحظ، ولا يجاورها إلا محبوب، حتى وإن أخطأ، ولسنا بمعصومين.

هي أحب بلاد الله سبحانه وتعالى إليه، فيها البيت الحرام، وهي محبوبة حبيبه سيد الأكوان عليه أفضل الصلاة والسلام، هي أم القرى، حاضنة السيدة هاجر وابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وموطئ ولادة المصطفي خير الأنام، وقبلة المسلمين جميعاً، وموقع الركن الخامس من الإسلام. هي معشوقتي ولدت على ثراها، وارتويت بما زمزمها، أظلتني سماؤها، وتنعمت بالكثير من كرمها وميزاتها ومميزاتها، ونلت بعضاً من فضائلها، وتخلقت بشيء مما ينبغي أن يكون لعشاقها، أتمنى أن يُنْعِمَ المولى عليَّ بالمزيد من عشقها، والعيش بين أحضانها، والتمتع بنعم الله الجزيلة بها، وحسن الشكر والثناء، والموت على أرضها، والمقبرة في ثراها بجوار سيدة العالمين رضي الله عنها.   

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ ديسمبر 2020,4

همسة مقبرة السيدة خديجة

الكاتب لهذه السطور عضو في مجلس حارات مكة المكرمة التنسيقي، وعضو في المجلس الاستشاري لحارات مكة المكرمة، وعضو في مجموعة البيوتات والعوائل المكية التي أنشأها المهندس محمد آل زيد جزاه الله كل خير، وتضم العديد من أبناء وبنات مكة المكرمة ومحبيها، وكثير منهم على مستوً عالٍ من العلم والثقافة والخبرة والمعرفة والمعلومات، وبها مهتمين بالتاريخ الملكي.

       طُرِح نقاش في موقع مجموعة البيوتات حول المقابر، أخذ البعض يشكك في صحة الموقع المعروف منذ قرون لقبر السيدة خديجة رضي الله عنها ومطالباً بدليل من القرآن أو السنة. لم أعلق لأنني لست متخصص، لكن خلال مواصلتي البحث والتدقيق للتدوين في مسودة إحدى مطبوعاتي، وجدت صورة من أحد المراجع التركية عن مقبرة المعلاة تبدوا فيها قباب مقبرة السيدة خديجة وغيرها من الصحابة فأرسلتها للمجموعة، وهنا بدأ نوع من الهجوم والقول بأن مكان هذا القبر “مزعوم ولا أساس له من الصحة”، وهذا شيء محزن ومخجل جداً ومؤلم كثيراً، خاصة عندما يصدر من أحد أبناء أو بنات مكة المكرمة أو سكانها.    

صورة من أرشيف الصور، لمقبرة المعلاة من أحد المراجع التركية قبل العهد السعودي، وتظهر فيه قباب مقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها. تحياتي. المستشار إبراهيم حسين جستنيه

الجميع يعلم أنه مرت فترات زمنية على المملكة ظهرت خلالها فئات من الناس نَصَّبَتْ نفسها عَمادة الإسلام، كفرت كل من يخالفها، ولم تدع شيئاً تقريباً إلا حرمته، أو جعلته كفراً أو شركاً بالله، أو بدعة وضلالة في النار، وغيرت الكثير من عقول الشباب والفتيات بدعوى منسوبة للإسلام وهو بريء منها. كما أن إحدى تلك الفئات تمكنت من إعادة طباعة بعض الكتب وحذف مالا يعجبها فيها، وإضافة ما يتوافق مع هواها وقامت بتوزيعها مجاناً على كل من هب ودب، لتنشر أفكارها وتشكك الناس في المعلومات السابقة، ومنعت الناس والحجاج من الوقوف والسلام على السيدة رضي الله عنها ووضعت عضواً منها يحول دون وقوف أو تواجد الزائرين لها، كما منعوا زيارة غاري حراء وثور ووضعوا حوله حراسة للحيلولة دون الوصول إليه، مما أتاح الفرصة لبعض المرتزقة من جنسيات مختلفة بالقيام بأمور سيئة للغاية. هذه الفئات من الناس فعلت أفعال كثيرة يندى لها الجبن، لسنا بصدد ذكرها.

سنبدأ البحث في موضوع مقبرة السيدة خديجة رضي الله عنها بخطوات تحليلية بسيطة ومتتابعة حتى نصل للنتيجة، دون نقل المداخلة التي حدثت في المجموعة لعدم الإطالة.   

توفت السيدة خديجة رضي الله عنها في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وقبل الهجرة، جميع الصحابة والتابعين يعرفون قبرها، وكذلك تابعي التابعين ومن تلاهم توارثاً عن أسلافهم من الصحابة. محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة لا يجهلها كافر، ولا ينكرها جاهل، فما حال الآخرين!

توالت العصور منذ بداية عصر الخلفاء الراشدين إلى نهاية العصر العثماني (11-1341هـ) مع كل من كان خلال تلك القرون والفترات الزمنية من صحابة وعلماء وفقهاء والأئمة الأربعة والتابعين وتابعيهم وأحفادهم، والقاعدة العامة “عدم النفي أو عدم الإنكار إثبات” دون أن يوجد من يشكك في الموقع الحالي لمقبرة السيدة الجليلة خديجة رضي الله عنها، وتوالت كتب التاريخ وبعض البحوث العلمية مؤكدة الموقع الحالي لقبرها.

لم استسغ هذا التشكيك، بل آلمني جداً، وأخافتني كثيراً توقعات ردود فعله بين المسلمين والأجيال القادمة، فقررت البحث والتقصي رغم أنه ليس مجال تخصصي، لكن طلب العلم ليس له حدود، فوجدت بحث طويل في صفحة (256-263) من المجلد (6) الطبعة (3) 1425هـ، في كتاب { التاريخ القويم لمكة بيت الله الكريم} للشيخ محمد طاهر الكردي المكي، خلاصته [الاتفاق على وجود قبرها رضي الله عنها في مقبرة المعلاة، لكن تحديد موضع القبر به خلاف لاختلاف توجهات بعض من حكام مكة المكرمة، وهدم القباب أو نقل المعالم واللوحات الإرشادية التي كانت موجودة سابقاً على معظم القبور بالمعلاة لأكثر من مرة نتيجة بعض المعتقدات أو لظروف وجهل بعض القبرجية، وأن الدعاء أو السلام عليها ليس مرتبطاً بحال القبر، بل يصلها ويصل كل المسلمين بمشيئة الله تعالى أينما دفنوا، بالإضافة للفضائل لمن دفن بمكة، وخاصة بالمعلاة].

الأشخاص هم الذين يكتبون التاريخ ويتناقلون المعلومات، وقد تخضع كتاباتهم له للظروف المحيطة بكل منهم، وقلما تكون حرة، وقد تكون هذه المبررات وليدة الظروف كما أشار إليها كاتبها ضمنياً، لأن العالم كله لم ينكر أو يشكك في الموضع الحالي لقبرها رضي الله عنها حتى نهاية الحكم العثماني وبداية الحكم السعودي أيضاً. كما قرأت ما ورد بصفحة (238-239)، (246-247) من البحث الجامعي للدكتور سامح إبراهيم عبد العزيز الذي طبعه كرسي الملك سلمان لدراسات تاريخ مكة المكرمة 1435هـ، مؤكداً بأسانيده على الموضع الحالي لقبر السيدة خديجة رضي الله عنها، ولا يزال العالم الإسلامي يُقِرُّ بالموقع الحالي ويزورها فيه الأحفاد والمحبين. لم يكن هناك أي خلاف أو شك على موضع القبر المعروف حتى الآن لسيدة نساء العالمين رضي الله عنها بالمعلاة في مكة المكرمة. نحن الآن في عام 1443هـ، فهل من ولد بعد كل أولئك الصحابة والتابعين وتابعيهم والعلماء والفقهاء والأئمة الأربعة ومعرفة بعضهم قرب البعض الآخر أو انتسابه الشريف، يكون أكثر معرفةً أو فهماً أو علماً بموضِع القبر من كل تلك الأجيال خلال القرون السابقة! أم أن هناك فئة تريد تشويش العقول وبث الفتنة بين المسلمين وضياع الأجيال القادمة! أبعد كل هذه الوقائع والأحداث حاجة للتشكيك في موضع قبر السيدة خديجة رضي الله عنها، والمطالبة بالإثبات من القرآن والسنة! 

       بعد البحث والدراسة والتحليل وقراءة ما أمكنني من مراجع وكتب وأبحاث عن موضع قبر السيدة خديجة رضي الله عنها، وذكر الحيثيات المبينة أعلاه، وحيث أنني لم أجد أحداً فيما قرأت عن هذا الموضوع، قد وَثَّقَ أو بين أو أشار لمكان زيارة الرسول صلى الله عليه وسلم المؤكدة لقبرها رضي الله عنها بعد فتح مكة، وحيث أن أحداً لم يذكر شيئاً عن زيارتها من قبل الصحابة أو التابعين، أو تابعيهم، ولم ينكر أو يُشَكِّكْ في الموقع الحالي الذي تُزار فيه منذ قرون، وحيث لا يوجد ما يشير لاحتمال خلاف حول موضع القبر على مر قرون سابقة، وحيث أننا توارثنا هذه المعلومة ونعرف هذا الموضع عن أسلافنا منذ قرون مضت، وحيث أنه لا يوجد ما يجزم بعدم صحة موضع قبرها، وحيث أن الأمر مجرد احتمالات مبنية على ظروف متقلبة باعتقادات خاطئة خلال فترة قصيرة معينة غيرت الظروف توجهها ظاهرياً على الأقل، وحيث أن التشكيك في الموضع الحالي لقبرها قد يتسبب في فتنة كبيرة بين المسلمين في جميع أنحاء العالم لا تحمد عقباها، فللحيثيات المشار إليها، أرجح، بل أؤكد تأييد موضع القبر الحالي للسيدة خديجة رضي الله عنها بمقبرة المعلاة في مكة المكرمة والمعروف منذ قرون. والله أعلم.

عفواً أخي القارئ الكريم، فأنا لست بكاتبٍ ٍبارعٍ، ولا محدثٍ ماهرٍ، ولا مؤرخٍ متخصصٍ، بل أنا مجرد طالب علم مبتدئ، أو باحث في أول الطريق، وهذا مجرد اجتهاد شخصي مبني على حقائق واقعية واعترافات جماعية لقرون عديدة سابقة لزماننا، فمن وجهة نظري، أن العلم قراءة بالعقل، وفهم بالوعي، ودراسة للحقائق، وتحليل بالمنطق، وإدراك بالأحاسيس، ومعرفة بالمشاعر، واستنباط بالفكر، ومراجعة بالاستدراك، ونتيجة بالواقع، وليس العلم قراءة سطحية، أو حفظ وترديد لما يقال أو لما يخطر على البال في غفوة الزمان وكثرة القليل والقال، أو يكتب أو يُمْلا كما يفعل الكثير في عصر الجهل الذاتي والفراغ الذهني، وبلبلة الأفكار، وتضارب الفتاوى. نسأل الله العافية والسلامة وحسن الشكر والعفو، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين.

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,2

همسة ليل الكهرباء

مداخلة على مقالة الأستاذ حسين باصي بصحيفة مكة ليوم الإثنين 16 أغسطس 2021م، 8/1/1443هـ، بخصوص “استخدام الكهرباء في الليل” موقع التويتر محدود المساحة، فكتبت في عجالة التالي:

استخدام الكهرباء في الليل، يبدو انك نسيت أن إنارة الشوارع والميادين والطرقات تستخدم طاقة عالية جداً أثناء الليل رغم أن البعض منها تحول لوحات الليد، ومع ذلك لا تزال شركة الكهرباء عاجزة عن توفير الطاقة اللازمة، ونسيت الكشافات الضخمة التي تستخدمها الشركة على جميع المحطات الفرعية، كم كمية الطاقة التي تستهلكها مع أنه بالإمكان الاستغناء عنها بوسيلة أسهل وأقل تكلفة، ونسيت أن الليل للراحة والسكينة وليس للإزعاج بمكائن الغسيل وغيرها، ألا تكفي معاناة النهار وضجيج السيارات وصوت المكيفات.

يا أخي الكلام شيء نظري من الصعب تطبيقه، ومواكبة الحضارة والتطور وتحقيق الرؤيا 2030 يحتاج للكثير من الجهود والدعم المتنوع، والطاقة من أكبر العناصر المهمة لذلك، وهذا أحد أسباب التوجه لاستخدام الطاقة البديلة. أيضا لا تنسى تهالك الشبكة. حبذا لو تكلف نفسك بزيارة سريعة وخاطفة في الشوارع والحواري لتشاهد بأم عينيك حجم المخاطر والأضرار على الأرواح والممتلكات المتوقع حدوثها في أي لحظة بسبب الأخطاء الموجودة. الحديث ذو شجون عميقة الجراح بلا طبي متخصص.

المقارنة الواردة في المقالة غير عادلة، لعدم اكتمال عناصرها، كالبيئة وأثارها بشكل عام، والتذبذب الكبير في دجات الحرارة، ونوع الخدمة، والتعويض عن الخسائر عند انقطاع الكهرباء، وحق اختيار الشركة المزودة للطاقة، ووسائل الأمن والأمان والسلامة وغيرها، ومن الجانب الآخر، الفارق الشاسع في الخدمات التي تقدمها تلك الشركات بالنسبة لما لدينا، وأعمال الحفريات المتكررة لتوصيل التيار للمشترك، والأضرار الجانبية وتكاليفها الباهظة يتحملها المستهلك بطريقة غير مباشرة، مع أنه بالإمكان التغلب على الكثير منها إذا استخدمنا القواعد التأسيسية الصحيحة التي تتلاءم من بيئتنا كما يحدث في جميع دول العالم تمشياً مع مبدأ المقارنة التي تشير إليها في المقال، إلى غير ذلك من أسس قواعد المقارنة. وللمقارنة، تجد في كل ولاية أمريكية مثلاً أنظمة مختلفة عن بقية الولايات، وطريقة توصيل الطاقة ونظام استخدامها واسعارها مختلفة، رغم أنها دولة واحدة، فكيف تقارن بين دول لا تكاد تلتقي عند أي قاعدة من أسس المقارنة.

يا أخي، هناك عثرات كثيرة في الكهرباء، مع الأسف الشديد الكثير لا يريد أن يراها أو يسمع عنها، والبعض لا يريد أن يُكَتب أو يُشِير إليها من يعرفها، وإذا كتبت عنها يتم تجاهلها أو التبرير أو إحالتها لجهة الاختصاص قسم الأرشيف، في حين أن الهدف من الكتابة عنها ليس التشهير ولا الإضرار، وإنما الإصلاح وتلافي المخاطر وتجنب الكوارث لتكون المملكة قدوة يحتذى بها، على مبدأ الحكمة القائلة (رحم الله من أسدى إليَّ عيوبي) فمثلاً:

01-  لا يوجد خط التأريض الفاعل في شبكة التوصيل بين لوحدات التوزيع والتوصيل        للمستهلكين على اختلاف فئاتهم ومسمياتهم لضمان أداء مفعوله عند الحاجة، وهذا        يشكل خطورة كبيرة متعددة الجوانب على الطرفين، بينما يطالب المستهلك به       دون ضمان تفعيل استمراريته،       ومن العجيب جداً أن كود البناء الجديد الذي يجري تفعيل بنوده حالياً لم يتنبه لها ولا لضرورة الالتزام بضمان السلامة والأمان والأمن والجوانب الأخرى الخطرة في الكهرباء لدى الطرفين.

02-  قلما يكون توزيع الأحمال وفقاً للمعايير الفنية، والمستهلك مطالب به، ولهذا   مخاطر جمة على الطرفين.

03-  لا يوجد فحص واختبار التأريض والحيادي بشكل دوري ومنتظم لضمان     عملية الأمن والسلامة والوقاية من الكوارث والحرائق.

04-  يوجد تذبذب في الفولت واختلاف شدته في الأطوار الثلاثة مما ينتج عنه      مخاطر جسيمة وأضرار بالغة الخطورة.

05-  عدم استخدام القاطع الآلي الرباعي الأطوار وفقاً لمعايير الأمن والأمان والسلامة    التي يفرضها الواقع البيئي في المملكة لتلافي المخاطر.

06-  عدم ضبط القاطع الآلي الرئيسي الثلاثي الأطوار المستخدم حالياً على الحساسيات        المطلوبة للمستهلك، وجعلها شاملة مما يفقده مفعوله عند الضرورة.

07-  تقاضى رسوم شهرية عن كل عداد للمشتركين أجور صيانة منذ تركيبه إلى أن      تحل به كارثة أو يُزال، حتى لو اشتكى المستهلك.

هذه بعض من الجروح العميقة والشديدة الألم والعظيمة الخطورة على الأرواح والممتلكات من مخاطر الكهرباء، ولو تعمقنا قليلاً في البحث لوجدنا الأكثر ألما والأشد ضررا، ولا نعلم إن كان المسؤولون يعلمون ذلك ويدركون مدى خطورته الجسيمة، أم أنهم في معزل عما يعانيه المستهلكون. صدمات متتالية وجروح متوالية كهربائية دفينة في الأعماق، وفواتير باهظة لم تعالج منذ زمن بعيد، بل تزداد عمقاً وقسوة مع مرور الزمان، لم نجد بعد لها طبيباً ماهراً، ولا متخصصاً بارعاً على الأقل لتخفيف آلام تلك الجروح، لكننا لن نيأس، ولن يخيب أملنا في القيادة الرشيدة التي تسعى لرفاهية وإسعاد الشعب. نأمل أن يكون العلاج قريباً وعاجلاً كما حدث لمكافحة فيروس كرونا 19.

أطيب تحياتي.

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ سبتمبر 2021,16

همسة مداخلة على مقال كُتِب عن الوالد حسين جستنيه

وصلتني صورة مقالة للأخت نورا جمال بعنوان “جستنيه00 يتغرب ليجمع تجار مكة في غرفة” نشرت في جريدة مكة بالعدد 464 تاريخ 02/07/1436هـ الموافق 21/04/2015م

       استسمح الأخت نورا ببعض المداخلات على مقالها الآنف الذكر.

  1. أشكرها على تذكرها لأمجاد الآباء والأجداد، وأتشكر منها على تذكير الأبناء والأحفاد بأفعال أسلافهم علهم يتعلمون شيئاً أو يتفهمون نظرية أو يدركون فكرة يطورونها يوماً ما.
  2. ما ذكرته الأخت نورا في مقالها رافقه شيء من عدم التكامل.
  3. الوالد حسين جستنيه ذهب لبومباي بالهند سفيراً علمياً ومبتعثاً تعليميا ليدرّس علوم الحساب واللغة العربية والفقه الحنفي بمدرسة الفلاح ببومباي لأبناء موظفي الشيخ محمد علي زينل الحجازيين والغير عرب الراغبين في تعليم أبناءهم ذلك. ما ذُكر في المقال عن إنشاءه للغرفة التجارية كان اجتهاداً ذاتياً قطف به قصبة السبق وسانده رجال أوفياء.
  4. ترجمة الوالد حسين جستنيه وبعضاً من أقرانه ومسانديه والجيل المعاصر لهم حافلة بالكثير من التضحيات والأفكار السابقة لأوانها، حرصت على كتابة ما أمكنني منها في مصنف خاص مدعوماً بالوثائق والصور تقديراً لمجهوداتهم التي نعيش على الكثير منها وتذكيراً بطموحاتهم التي فتحت المجال أمامنا دون أن يدرك كثير منا تلك النعم أو يُعرف عن فاعليها أي شيء.

أرجو الله العلي القدير أن يجد هذا المصنف من يتولى طباعة ونشره وتوزيعه في أقرب وقت ممكن حفاظاً منا على حقوقهم علينا وتسجيلاً للتاريخ وتصحيحاً للمعلومات المتداولة وتنويراً للأجيال الحاضرة والقادمة.

ملحوظة: 

1-      نشرت المداخلة في صحيفة مكة بالعدد (517) في 26/08/1336هـ، 13/06/2015م

2-      تم بفضل الله تعالى- إصدار كتاب “رجل المهمات الصعبة” ط. 1439هـ، 2018م، في   (526) صفحة بحجم (A4) ومدعم ب (1,220) صورة ومستند ووثيقة، بعضها ينشر          لأول مرة، ومتوفر للاقتناء. يتضمن سيرة وتراجم عن الوالد حسين بن محمد سعيد بن صديق جستنيه، والعديد من العلماء   والشخصيات ورجال الأعمال الذين عاصرهم أو من        جيله أو ممن تلاه، بالإضافة لتصحيح المعلومات    التي كُتِبَ ْعنه في مواقع التواصل أو    مواقع بعض العائلات أو غيرها، وتفسير العديد من النقاض التي   كانت غير واضحة.

تمت تدوين هذه الملاحظات في 19/04/1443هـ، 24/11/2021م. 

همسة مداخلة على عتاب الإخوة خياط وكامل

قرأت العتاب الأخوي من الأستاذ عبد الله عمر خياط المنشور في عكاظ بتاريخ 06/05/2015م للشيخ صالح عبد الله كامل. كما قرأت التفاعل الأخوي للعتاب في صحيفة مكة العدد 484وتاريخ 11/05/2015م. كلاهما كاتب لا يجف له مداد، فهل يسمحان لقلمي المتواضع بهمسة عابرة.

أعجبتني أطروحة الأستاذ عبد الله من حيث الفكرة والمبدأ. كما أعجبتني الإجابة الدبلوماسية للشيخ صالح. همستي هي:

ليس من الضروري ذكر الأسماء، ويمكن الإشارة للحدث أو الواقعة كما كان السلف يعلموننا، وأنت أفهم مني في ذلك. حسب مفهومي من عتاب الأستاذ عبد الله هو أن يعرف الآخرون بأسلوب علمي أو اقتصادي أن الحياة كفاح طويل، والنجاح لا يأتي بالتمني أو بالأحلام، بل يحتاج لعناء كبير وجهد عظيم ومثابرة متواصلة. المواقف الصعبة التي مرت بالشيخ صالح في مسيرة الفشل أوجدت فيه الإصرار على النجاح بالبحث عن أسباب الفشل لتلافيها وعدم تكرارها. لهذا اتخذ مسيرة جديدة حققت النجاح المطلوب. إذن الفشل الأول كان سبب النجاح الحالي. لو تكرمت بطرح ذلك بطريقة ما تمكن الشباب والفتيات المقدمين على العمل الحر من التعلم والاستفادة.

لو أخذنا بوجهة النظر المرئية أو الصحفية، نتذكر أنه ليس كثيراً من تابعوا ذلك لسبب أو لآخر فضلاً عن كونها مؤقتة، وبالتالي فهي لم تحقق الهدف الأساسي. أما لو كانت مدونة يسهل تناولها والاطلاع عليها أو التعلم والاستفادة منها لكان ذلك أقرب وأعم لتحقيق الهدف.

لو طبقنا مبدأ عدم كتابة الترجمة الذاتية من قبل صاحبها أو من هو أقرب إليه رغم علمه بالكثير من التفاصيل المهمة لما تعلمنا الكثير من أسلافنا ولما علمنا العديد عنهم ولضاعت أنسابنا. 

لا شك أن أقدر إنسان على تدوين الترجمة هو الشخص ذاته حتى وإن تجاوز شيئاً منها ليبتعد عن الغرور أو المدح أو الإحراج. مواقف عديدة لا يدركها جيداً إلا من كان فيها ولا يستطيع سواه حسن التعبير عنها وطرح طريقة الخروج منها أو مواصلة السير فيها.

النجاح يشرق كالشمس يضئ لصاحبه وقد يهتدى به آخرون، لكن طريقه يظل غامضاً على الكثير، كل يظن بفهمه أو يخمن بعلمه، ويبقى مجهولاً ما لم يُرشد له صاحبه، أو يبقى تتناقله الأفكار وتتكاثر عليه الآراء حتى يصبح الخطأ صواباً والظن حقيقة، وفي هذا مجانبة للأهداف النبيلة، ويكون السبب الرئيسي هو عدم كتابة الترجمة من مصدرها.

الكل منا يمر بتغيرات كثيرة ومتغيرات مختلفة، السعيد منا من يتجنب منها ما لا يلائمه، وما أقل ذلك. 

كلنا مدعون للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ونشرها بالطرق السليمة المواكبة للعصر والعقلية الأخرى وليست خاصة على أناس بعينهم، لتفاوت العقول وتدرج المفاهيم واختلاف نسب الزكاء بين الناس، وهي سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه. فكم من متعلم يعجز عن إيصال المعلومة للآخر.

هكذا نحن دائماً نَحِنُ للذكريات ونسترجع الأحبة بقلوبنا والأصدقاء بأحاسيسنا وإن تباعدت المسافات أو تكاثرت المشاغل أو قَصُر الزمان. نتقبل العتاب بصدر رحب، ونرحب بالرأي الآخر بروح أخوية، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ” رحم الله امرئ أسدى إليَ عيوبي”.

أتمنى على آل شطا والبار والكتبي والسجينى والفدعق والشيبي واليماني والمالكي والمرزوقي وغيرهم من العلماء، وبيت زينل والجمجوم والطويل وبن لادن وأبار وزيني وباداوود والزقزوق والمتولي وغيرهم من رجال الاقتصاد أن يحرصوا على تدوين تراجمهم في أقرب وقت ممكن وطرحها ليستفيد منها القاصي والداني ولهم الأجر والثواب.  

ملحوظة: نشرت في صحيفة مكة بالعدد (493) في 02/08/1436هـ، 20/05/2015م

هذا الحل ، ومتى التنفيذ!!!

هذا الحل ، ومتى التنفيذ!!!

تعليقاً على ما كتبه د/ياسين الجفري في جريدة الاقتصادية العدد(2533)وتاريخ 10/9/2000م حول تعويض المستهلك لوقف الهدر الاقتصادي وما تضمنته المقالة .
أود أن أشير إلى مقالة نشرتها مجلة الغرفة التجارية بمكة المكرمة عدد جمادى الأولى 1421هـ تحت عنوان “من يحتضنها ومن يرعاها” حيث يتلخص الموضوع في المجهودات الجبارة التي توليها الدولة لحماية المواطن ووضع المواصفات القياسية ، ولكن الأهم من ذلك هو من يحقق تطبيقها وكيف يتم ذلك ؟ فقط بشهادة من المصدر قيمتها حوالي مائة دولار وتكون العاقبة كما شاهدنا في موضوع الإطارات وغيرها كثير ، والضحية في بلادنا هو المواطن واقتصادنا الوطني ، أما في دول أخرى فتتحمل الشركة كافة التبعات
وقد ناشدت في كلمتي تلك اللجنة الهندسية (الهيئة السعودية للمهندسين) بصفتها الجهة الممثلة للمهنة الفنية الحرة، وهيئة المحامين بصفها القانونية والوطنية، وكل المخلصين والمحبين لهذا الوطن بالمساهمة في تأهيل وإنشاء شركة أو هيئة فنية منتخبة من المكاتب الاستشارية والمستشارين السعوديين وهم كثر ولله الحمد للقيام بأعمال الفحص والاختبار والتأكد من أن جميع المواد الواردة للمملكة مطابقة للمواصفات القياسية ، وأن تكون لهذه الهيئة فروع وصلاحيات لتأهيل الشباب السعودي فنياً وإدارياً وآلياً للقيام بهذه الأعمال ، وأن تكون هذه الهيئة مسؤولة تماماً عن أي شهادة تصدرها وتحاسب عليها كما تكافأ عن حسن إنجازها .
أضيف صوتي إلى صوت الدكتور بضرورة إيجاد شركة أو هيئة ذات اختصاص مهمتها الدفاع عن حقوق المواطنين أمام الشركات الأجنبية ووكلائها ، ويمكن أن نتقاضى أتعابها من الشركة أو الجهة المتسببة في تلك الأضرار وفقاً للأعراف واللوائح القضائية المتبعة عادة في القضاء .
وحبذا أن تكون هذه الهيئة متصلة مباشرة بهيئة الفحص والتأكد من تطبيق المواصفات حتى لا تكون الكارثة عظيمة.
حيث تتمكن هيئة الفحص بعد التأكد من عدم سلامة المواد للمواصفات القياسية من منع دخولها للمملكة وإبلاغ جهات الاختصاص و”هيئة المرافعات الوطنية” وهذا اسم مقترح لها منِّي إذا سمحوا لي الأخوة بذلك ؛ لاتخاذ الإجراءات النظامية لضمان حقوق المواطنين والاقتصاد الوطني ، وأن تتضمن محكمين دوليين سعوديين فنيين وقانونيين ليؤدي كل فرد دوره تحت مظلة هذه الهيئة بعد دعمها من قبل جهات الاختصاص بكل الوسائل الشرعية والقانونية لتمارس مهامّها بصدق ومصداقية .
إن العولمة تطرق الأبواب وأعتقد أننا إذا لم نتخذ الاحتياطات اللازمة منذ الآن فسنجد أنفسنا في مآزق عديدة مثل مأزق الإطارات .
فما أحوجنا إلى مثل هذه الهيئة والتي بلا شك ستستوعب العديد أيضاً من أبنائنا الباحثين عن العمل خاصة إذا ما قامت الهيئة بإعدادهم وتدريبهم خلال فترة إنشائها .
هذا هو الحل في رأيي ، فمتى التنفيذ يا تـُرى ؟؟
أرجو الله أن يجد هذا الحل الإجابة لدى جميع المخلصين والمحبين لوطنهم ومواطنيهم وأن توضح له اللوائح التنظيمية التي تدفعه لأداء واجبه ومحاسبة التقصير .
أسجل اليوم إعادة لهذه المقالة في المدونة الخاصة بعد أن أصبح النشر وتوصيل المعلومات أكثر سهولة، وأوسع حرية، رغم مضي حوالي تسع سنوات على كتابتها دون أن نجد ردود فعل لإيجابية، أرجو أن تجد الآن الكثير من الإيجابيات في ظل التطورات التي تشهدها المملكة.

نُشر بتاريخ أغسطس 31, 2009