أشكرك أخي الكريم موفق النويصر لحرصك الشديد بإرسالك لي شخصياً وأنا قارئ عادي، رابط مقالتك بعنوان [الاستقواء على الناس بالنيابة العامة] المنشورة في صحيفة مكة يوم الأحد 5 سبتمبر 2021م. تمعنت في قراءة محتوى المقالة، وقرأت بعض التعليقات عليها، هي بلا شك مقالة ممتازة لمست أحد مواضع الجراح العميقة والمزمنة، تحكي جانباً من الواقع الأليم في كثير من الأعمال التي يتعذر فيها وصول الحقائق لصاحب الصلاحية بهدف الإصلاح والتطوير، وليس للإضرار أو التشهير، إذ لا شك أن هناك فواصل توضيحية تبين الهدف وتحدد نوع ومقدار المكافأة أو العقاب، لأن الهدف السامي من وضع أي نظام في العالم هو أن يعيش الإنسان في أمن وأمان وسلامة وصدق وعدل وعدالة، وخاصة في دولة دستورها القرآن والسنة.
فكرة التهديد أو المنع من معرفة العقبات أو القصور أو التقصير أو مواضع الخلل باستخدام أي وسيلة يزيدها سوءً ويحول دون عملية التطوير، ولا يتفق مع مسيرة التنمية وتحقيق الرؤيا 2030. المتعارف عليه -بحسب مفهومي المتواضع- أن الصحافة هي عين المسؤولين الثانية التي لا تَغْفُو، تبين لهم الحقائق، ويَطْرَحُ المختصون خلالها الأفكار والمقترحات بصدق وأمانة للسير في مراحل التطوير والتنمية المستدامة، لكن عين الصحافة في عصر العولمة لم تَعُدْ واحدة كما كانت في الماضي، بل تعددت، وأصبح المجتمع كله عيون واعية، وطموح واسع ينشد تحقيق الآمال وتحويل الأحلام لحقائق واقعية في محاولة للتخلص من السلبيات ونبذ البيروقراطيات حتى يمكننا البقاء في انطلاق صاروخ مسيرة الإبداعات والاختراعات.
أطيب تحياتي.
المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم حسين جستنيه
نشر بتاريخ سبتمبر 2021,8