إبراهيم بن حسين جستنيه

همسة بين أحضان معشوقتي

معشوقتي، كثر هم عشاقها، عشقها مباح، وحبها ميزة، والترنم بعشقها فضيلة. تحدث عنها العلماء والفقهاء في مجالسهم، وكتب عن فضلها وفضائلها الكتاب والباحثين، وأبدع في وصفها العشاق والشعراء. يتبارز العشاق في عشقها، ويتفانون في خدمتها، والترحيب بزوارها وضيوفها. تجذب الأفئدة بجلال موقعها، وتخطف القلوب بجمال روحها، لا أحد يملك عشقها منفرداً، تخطف الانظار، وتسلب الألباب، تتهافت لقربها الأرواح والأجسام. نعيش بين أحضانها في سعادة روحية وطُمأنينة نفسية، نستنشق فيها عبير الجنان، ونتمتع برؤية البيت الحرام، ونحلم بما لا يمكن حتى في الأحلام ولا يجول في الخيال، مائها شفاء بحكم القرآن، وحرمها آمن بنص البيان، وحرمتها قائمة إلى يوم البعث بأمر الملك الديان. كلمة عشقها لا تفي شيئاً مما في أعماق الفؤاد من هيام بها وحنين وشوق لها والنوم بين أحضانها، فكيف بي وأنا أقف على أعتابها ولا أستطيع النوم بين ذراعيها الحنونتين، والإحساس بلمساتها الدافئة، وقبلاتها الساحرة. لا يعشقها إلا سعيد الحظ، ولا يجاورها إلا محبوب، حتى وإن أخطأ، ولسنا بمعصومين.

هي أحب بلاد الله سبحانه وتعالى إليه، فيها البيت الحرام، وهي محبوبة حبيبه سيد الأكوان عليه أفضل الصلاة والسلام، هي أم القرى، حاضنة السيدة هاجر وابنها سيدنا إسماعيل عليه السلام، وموطئ ولادة المصطفي خير الأنام، وقبلة المسلمين جميعاً، وموقع الركن الخامس من الإسلام. هي معشوقتي ولدت على ثراها، وارتويت بما زمزمها، أظلتني سماؤها، وتنعمت بالكثير من كرمها وميزاتها ومميزاتها، ونلت بعضاً من فضائلها، وتخلقت بشيء مما ينبغي أن يكون لعشاقها، أتمنى أن يُنْعِمَ المولى عليَّ بالمزيد من عشقها، والعيش بين أحضانها، والتمتع بنعم الله الجزيلة بها، وحسن الشكر والثناء، والموت على أرضها، والمقبرة في ثراها بجوار سيدة العالمين رضي الله عنها.   

المستشار والمحكم الدولي/إبراهيم بن حسين جستنيه

نشر بتاريخ ديسمبر 2020,4