قرأت العتاب الأخوي من الأستاذ عبد الله عمر خياط المنشور في عكاظ بتاريخ 06/05/2015م للشيخ صالح عبد الله كامل. كما قرأت التفاعل الأخوي للعتاب في صحيفة مكة العدد 484وتاريخ 11/05/2015م. كلاهما كاتب لا يجف له مداد، فهل يسمحان لقلمي المتواضع بهمسة عابرة.
أعجبتني أطروحة الأستاذ عبد الله من حيث الفكرة والمبدأ. كما أعجبتني الإجابة الدبلوماسية للشيخ صالح. همستي هي:
ليس من الضروري ذكر الأسماء، ويمكن الإشارة للحدث أو الواقعة كما كان السلف يعلموننا، وأنت أفهم مني في ذلك. حسب مفهومي من عتاب الأستاذ عبد الله هو أن يعرف الآخرون بأسلوب علمي أو اقتصادي أن الحياة كفاح طويل، والنجاح لا يأتي بالتمني أو بالأحلام، بل يحتاج لعناء كبير وجهد عظيم ومثابرة متواصلة. المواقف الصعبة التي مرت بالشيخ صالح في مسيرة الفشل أوجدت فيه الإصرار على النجاح بالبحث عن أسباب الفشل لتلافيها وعدم تكرارها. لهذا اتخذ مسيرة جديدة حققت النجاح المطلوب. إذن الفشل الأول كان سبب النجاح الحالي. لو تكرمت بطرح ذلك بطريقة ما تمكن الشباب والفتيات المقدمين على العمل الحر من التعلم والاستفادة.
لو أخذنا بوجهة النظر المرئية أو الصحفية، نتذكر أنه ليس كثيراً من تابعوا ذلك لسبب أو لآخر فضلاً عن كونها مؤقتة، وبالتالي فهي لم تحقق الهدف الأساسي. أما لو كانت مدونة يسهل تناولها والاطلاع عليها أو التعلم والاستفادة منها لكان ذلك أقرب وأعم لتحقيق الهدف.
لو طبقنا مبدأ عدم كتابة الترجمة الذاتية من قبل صاحبها أو من هو أقرب إليه رغم علمه بالكثير من التفاصيل المهمة لما تعلمنا الكثير من أسلافنا ولما علمنا العديد عنهم ولضاعت أنسابنا.
لا شك أن أقدر إنسان على تدوين الترجمة هو الشخص ذاته حتى وإن تجاوز شيئاً منها ليبتعد عن الغرور أو المدح أو الإحراج. مواقف عديدة لا يدركها جيداً إلا من كان فيها ولا يستطيع سواه حسن التعبير عنها وطرح طريقة الخروج منها أو مواصلة السير فيها.
النجاح يشرق كالشمس يضئ لصاحبه وقد يهتدى به آخرون، لكن طريقه يظل غامضاً على الكثير، كل يظن بفهمه أو يخمن بعلمه، ويبقى مجهولاً ما لم يُرشد له صاحبه، أو يبقى تتناقله الأفكار وتتكاثر عليه الآراء حتى يصبح الخطأ صواباً والظن حقيقة، وفي هذا مجانبة للأهداف النبيلة، ويكون السبب الرئيسي هو عدم كتابة الترجمة من مصدرها.
الكل منا يمر بتغيرات كثيرة ومتغيرات مختلفة، السعيد منا من يتجنب منها ما لا يلائمه، وما أقل ذلك.
كلنا مدعون للدعوة إلى الله سبحانه وتعالى ونشرها بالطرق السليمة المواكبة للعصر والعقلية الأخرى وليست خاصة على أناس بعينهم، لتفاوت العقول وتدرج المفاهيم واختلاف نسب الزكاء بين الناس، وهي سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه. فكم من متعلم يعجز عن إيصال المعلومة للآخر.
هكذا نحن دائماً نَحِنُ للذكريات ونسترجع الأحبة بقلوبنا والأصدقاء بأحاسيسنا وإن تباعدت المسافات أو تكاثرت المشاغل أو قَصُر الزمان. نتقبل العتاب بصدر رحب، ونرحب بالرأي الآخر بروح أخوية، كما قال سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ” رحم الله امرئ أسدى إليَ عيوبي”.
أتمنى على آل شطا والبار والكتبي والسجينى والفدعق والشيبي واليماني والمالكي والمرزوقي وغيرهم من العلماء، وبيت زينل والجمجوم والطويل وبن لادن وأبار وزيني وباداوود والزقزوق والمتولي وغيرهم من رجال الاقتصاد أن يحرصوا على تدوين تراجمهم في أقرب وقت ممكن وطرحها ليستفيد منها القاصي والداني ولهم الأجر والثواب.
ملحوظة: نشرت في صحيفة مكة بالعدد (493) في 02/08/1436هـ، 20/05/2015م