إبراهيم بن حسين جستنيه

دراسة إخراج الزكاة العينية

الدين الإسلامي يصلح لكل زمان ومكان، فهو يُسْر وتيسير، وبساطة وعطف ومحبة، وتراحم ومودة، وأمن وأمان وسلام، ويصلح لكل زمانٍ ومكان.

الذى أفتى بعدم جواز إخراج الزكاة النقدية وتحويلها لعينية في زمانه وظروف معيشته، ترك الباب مفتوحا للظروف الزمانية والمكانية، كما كان يفعل الأئمة الأربعة الحنفي والشافعي والمالكي والحنبلي، ولم يسبق لأحدهم الاعتراض على فتوى لآخر رغم تواجدهم في نفس الزمان مع اختلاف المكان والظروف المحيطة به.

ورغم ذلك، فأقوالهم ليست قاطعة لا تقبل التطوير أو المزيد من البحث للتخفيف على المسلمين ومواكبة الظروف والعصور.

الشيء الوحيد الذي لا يقبل التأويل ولا التطوير هو القرآن الكريم لأنه من عند الله سبحانه وتعالى، وما فعله أو نُقل عنه صلى الله عليه وسلم. العلم مجال واسع جداً لا يمكن لأحد مهما بلغ فيه أن يدرك جزءً منه، لقوله تعالى (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.).

لذلك لا يتوقف العلم والفهم على شخصيات معينة اجتهدت وأخرجت ما فهمت وما رأته من وجهة نظرها في تلك الظروف أنه صواب أو خطأ. الظروف الحالية تختلف تماما عن تلك الظروف. الهدف من الزكاة تطهير المال وسد حاجة المحتاج، وتحويل الزكاة النقدية لعينية يحقق الأهداف الرئيسية منها، ويفي بالغرض في الظروف الراهنة على الأقل.  شكرا لك. انتهى.

{وقد أفتت درار الإفتاء المصرية بجواز ذلك أيضاً بما يلي، وقالت دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” [يجوز إخراج الزكاة في صورة عينية ومنافع إذا كان فيها تمليك للفقراء أو صرفها عليهم، وإذا اختصت بهم وتملكوها، كما هو في ترميم بيوت الفقراء وتركيب أسقف، وإعادة بناء بيوت، وفي بناء مدارس، وفي تركيب صرفٍ صحيٍّ إذا تعلق بالبيوت، وفي توصيل مياهٍ للشرب، وفي قوافل طبية وعلاج المرضى، وفي توزيع بطاطين، وملابس، وأدوية، وشِنَطْ رمضان.

وأما المنافع العامة التي ليس فيها تمليك للفقراء: فالأصل أن الزكاة لا تُصرَفُ فيها إلَّا إذا انعدم ما يقومُ بها مِن أموال الصدقات والتبرعات، كبناء بنيةٍ أساسيةٍ للقرى، وبناء وحدات صحية، وغير ذلك، فهذه المنافع ليس فيها تمليك مباشر للفقراء الذى هم المقصود الأصلي منها] انتهى.

كما أفتى بعض من مشايخ السعودية بجواز إخراج الزكاة عينية عوضاً عن النقدية وبنفس القيمة أو المقدار، إن رأى المصلحة لأهل الزكاة في ذلك}[1].

تم تدوين هذه المعلومة في 09/08/1443هـ، وجرى نشرها في موقع “منصة أكاديميون للثقافة” في 11/08/1443هـ، 14/03/2022م، وفي موقعي الخاص في 28/08/1443هـ، 31/03/2022م، بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك واختلاف الظروف المعيشية على الكثير من الناس بسبب ما يحدث في العالم.


[1] تمت إضافة هذا الجزء خلاصة المحاورات والمناقشات على المنصة.