قبل أن أدون شيئاً عن نفسي في هذه المجموعة من التراجم التحليلية التداخلية المشتركة التي وفقني الله سبحانه وتعالى في إعدادها بعد توثيق محتواها، يسعدني أن أدون نبذة عن عائلتي العزيزة عائلة “آل جستنيه” التي أنتمي لها، تقديراً لها واعتزازاً بمقامها، وفخراً بالانتساب لها.

تذكر المراجع الموثقة حتى تاريخ تدوين هذه المعلومات عام 1443هـ، 2022م، بأن هذه العائلة من قبيلة “فتن^[1]” بقرية “كجرات” بالهند، وأصبحت على الحدود الهندية الباكستانية بعد تقسيم الهند لجزئين. معظم رجالها أهل علم وفقه ومال وجاه، ويُنْسبون للقبيلة “فتني، أو فتن”. هذا الفرع من القبيلة لقب في مكة المكرمة بحسب المعلومات الموثقة ب “جستنيه/جستانيه/دستانيه/دستنيه^[2]” بحسب لهجة ناطقها في السابق.

أما الآن فقد توحد النطق وأصبح “جستنيه” باللغة العربية، لكنه يكتب بالإنجليزية باختلاف طفيف في الحروف الهجائية الإنجليزية (Justanieah Justanieh, Justaniyh) وغيرها.

أول جد للعائلة وَطِئَتْ قدماه البلد الحرام كان في عام (800-900هـ) بحسب الوثائق والصكوك الشرعية لامتلاك بعض العقارات في مكة المكرمة خلال تلك الفترة وما تلاها^[3]، وجعل بعضها وقفاً على ذريته ولا تزال منافع تلك الأوقاف جارية.

أحد أفراد هذه العائلة العريقة هو الفقيه الحنفي عبد الرحمن^[4] بن أبى بكر بن محمد سعيد       بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد^[5] بن راجح^[6] بن نور خان الفتني المكي الحنفي، الملقب ب (جستنيه) من فقهاء الفقه الحنفي وإمام الأحناف في زمانه ومفتيهم في المقام الحنفي بالمسجد الحرام أمام مرزاب الكعبة المشرفة في حصوة باب الزيادة التي أزيلت كغيرها ضمن مشروع توسعة المطاف.

لهذا الجد عدة مؤلفات منها (حوادث مكة وأمرائها في القرن الحادي عشر) مشهور باسم (تاريخ جستنيه^[7])، توفي الجد عبد الرحمن -يرحمه الله- بحسب المراجع بين عامي (10-1212هـ) الموافق (91-1793م) دون العثور على أيٍ من مؤلفاته المشار إليها في الكثير من الكتب التاريخية والفقهية لعلماء آخرين، ولم يبق من المسنين من أفراد العائلة من يستطيع الإفادة بأي معلومة حتى تاريخ التدوين عما 1443هت،2022م.

كذلك على سبيل المثال لا الحصر، الجد أحمد بكر عبد الرحمن ابو بكر محمد سعيد جستنيه، كان عمدة محلة القرارة سنة١٣٤٦هجري، والوالد حسين^[8] بن محمد سعيد بن صديق بن عبد اللطيف، يرحمهم الله- أضاف المجالات الخدمية والصناعية والمقاولات المتخصصة وتجارة الخردة والأدوات المكتبية والكتابية ومقصات ومكائن الحلاقة اليدوية للحلاقين ومتطلبات الخياطين وغيرها، لتتسع دائرة نشاط هذه العائلة. له تاريخ اجتماعي رائع، ودور قيادي فريد، نال عدداً من قصبات السبق، والعديد من المواقف الوطنية والإنسانية، وفتح آفاقاً جديدة في أصعب الظروف وتغلب عليها بفضل الله تعالى، ثم بقوة الإرادة والعزيمة الصادقة وحسن الإدارة، والتعاون الأخوي مع العديد من رجال الحجاز وغيرهم. له العديد من المساهمات في اصلاح ذات البين، وفي المجال الاقتصادي والتنظيمي والمالي والإداري والتي لا تزال قواعدها الأساسية مستمرة مع المتغيرات التي تتطلبها الحياة المعاصرة.  

انتشرت فروع العائلة في جدة والطائف والرياض والمنطقة الشرقية، تناسلت واقترنت من عوائل أخرى وأقرنتها. ما شاء الله- تناسل أفراد العائلة وانتشر بعض الأبناء والأحفاد في دول الخليج العربي والعالم كأوربا واليابان وأمريكا^[9]، والبعض ذكوراً وإناثا، يعيش في دول عربية أو أجنبية، تزوجوا وتزاوجوا من جنسيات مختلفة، ولبعضٍ منهم إخوة وأخوات من الآباء ومن الأمهات أو من أحدهما، تناسلت ذرياتهم وانتشرت في أرض الله الواسعة.

تخرج من هذا البيت^[10] العديد من العلماء والفقهاء ممن لهم نصيب وافر في إثراء المكتبة العربية والأجنبية ونشر العلم والثقافة والمحبة، ولا يزال بعضٌ منهم أساتذة في الجامعات السعودية، وأطباء ومهندسين استشاريين أو محاضرين وباحثين في الدول الأجنبية، أو مسؤولين في بعض القطاعات الحكومية المختلفة أو ممثلين في السلك السياسي، وبعضٌ منهم رجال أعمال ومستثمرين أو مطورين ومستشارين في مجالات مختلفة.

لا تزال تذخر مكتبات الجامعات السعودية والأجنبية وبعض المكتبات العامة الدولية والمحلية بالعديد من الأبحاث والمؤلفات المختلفة التخصصات لبعض من أفراد هذه العائلة العريقة استمراراً لمجد أسلافها وتوثيقاً لعراقة أصولها.

هذه النبذة مأخوذة من المجلد الثاني من المجموعة، وللمزيد الرجوع له، وللكتيب الخاص “آل جستنيه وإخوتهم” لا يزال تحت التوثيق، وهذا سبب تأخر طبعه ونشره.

[1] يوجد في المملكة أيضا عائلة الفتني، وعائلة قوته، وعائلة شيخ محمد، وكلهم يُنَسبون لنفس قبيلة فتني، وهذا قد يرشدنا لوجود علاقة قوية بين كل هذه العائلات الفتنيه مع عائلة آل جستنيه، ولا أزال أبحث في هذا الاتجاه، لعلي أصل للجذور.

[2] أخيراً عرفنا معنى كلمة جستنيه وسبب التسمية، في كتيب “آل جستنيه وإخوتهم”

[3] تتوفر صور الوثائق والصكوك في كتاب “آل جستنيه وإخوتهم” الذي لا يزال قيد التدقيق والمراجعة. لنفس المؤلف.

[4] أشقاء الجد عبد الرحمن هم أحمد وعبد اللطيف، وعبد الله، وصالح، التفاصيل في كتاب “آل جستنيه وإخوتهم” لذات المؤلف.

[5] له شقيق اسمه عبد الكريم لم أعثر على أي معلومات عنه حتى تاريخ طباعته، ومدون اسمه في المخطط.

[6] له شقيق اسمه عبد الرحمن لم أعثر على أي معلومات عنه حتى تاريخ طباعته، ومدون أسمه في المخطط..

[7] أشير إليه في كثير من المراجع والكتب التي طبعت لعلماء وفقهاء وعوائل مكة المكرمة، ولم تُعرف المطبعة ولا الناشر ولا سنة الطباعة، والكتاب مجهول المصير ولم يتم العثور على أي نسخة مخطوطة ولا مطبوعة منه حتى تاريخ نشر هذه المعلومات، مطلوب للعلم والتحصيل من قبل الكثير من الباحثين والعلماء في التاريخ والمكتبات الذين اتصلوا بالمؤلف شخصياً بحثاً عنه واعتقاداً منهم بوجود نسخة منه لديه. بحث عنه كثيراً ولا يزال دون جدوى.

[8] راجع كتاب “رجل المهمات الصعبة” ط1، 1439هـن 2018م، لنفس المؤلف

[9] تتوفر معلومات عنهم وصلة النسب في كتاب “آل جستنيه وإخوتهم “لنفس المؤلف ويجرى استكمال معلوماته لطباعته قريباً بمشيئة الله.

[10] الحديث عن هذا البيت أو العائلة وفقاً لمؤلفاتهم العديدة وبصماتهم المتميزة التي لا تزال تضيء صفحات التاريخ، وهو جزء من حقها على المجتمع ويجانب الصواب من يرى خلاف ذلك. راجع كتاب “مختصر نشر النور والزهر” لعبد الله أبو الخير مرداد صفحة (81)، راجع كتاب أحمد محمد الحضراوي “نزهة الفكر فيما مضى من الحوادث والعبر” ج4، صفحة (401)، وكتاب محي الدين الزركلي “الأعلام” ج4، صفحة (109) وغيرها من المراجع العديدة